الصلاة يا أبنائي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة يا أبنائي
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فإن الأولاد هم زهرة الحياة الدنيا وفي صلاحهم قرّة عين للوالدين
وإن من المؤسف خلو مساجدنا من أبناء المسلمين
فقلّ أن تجد بين المصلين من هم في ريعان الشباب
وهذا والله ينذر بشر مستطير وفساد في التربية وضعف لأمة الإسلام إذا شبّ هؤلاءالمتخلفون عن الطريق
وإذا لم يصلوا اليوم فمتى إذاً يقيموا الصلاة مع جماعةالمسلمين؟
ولما كان الإثم الأكبر والمسؤولية العظمى على الوالدين
قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _
(والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته)(1)
والله عز وجل يقول في محكم التنزيل
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواقُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْوَ
يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
التحريم: ( 6 )
وقوله تعالى
( وَأْمُرْأَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)
طه:132
مراحل تعليم الصلاة
أولا : مرحلة تشجيع الطفل على الوقوف في الصلاة
ثانيا : مرحلة ما قبل السابعة
1- تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة
مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره
وكيفية الاستنجاء وآداب قضاء الحاجة
وضرورة المحافظة على نظافة جسمه، وملابسه
مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة.
2- تعليم الطفل الفاتحة
وبعض قصار السور استعداداً للصلاة
3- تعليمه الوضوء
وتدريبه على ذلك عملياً
كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم مع أبنائهم
4- تذكير الطفل بأهمية الصلاة
وتعليمه آداب المسجد
ثالثا: مرحلة ما بين السابعة والعاشرة
وهي تمهيد للمرحلة الرابعة ؛
الأمر بالصلاة والضرب على تركها
ففي الحديث
( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع )(2)
يتعلم الطفل هذا الحديث
وفي هذا التوجيه النبوي الكريم
من حسن التدرج واللطف بالصغير الشي الكثير
فهويُدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين
ولايضرب عليها إلا عند العاشرة من عمره
ويكون خلال فترة الثلاث سنوات
هذه قد نودي إلى الصلاة وحُببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرةفمن واظب عليها خلال ثلاث سنوات بشكل متواصل
هل يحتاج بعد خمسة آلاف صلاة أن يضرب !؟
قلَّ أن تجد من الآباء من طبق هذا الحديث
واحتاج إلى الضرب بعد العاشرة.
فإن مجموع الصلوات كبير واعتياد الصغير للصلاة وللمسجد
جرى في دمه وأصبح جزءاً من جدولهومن أعظم أعماله !
والكثير اليوم يضرب الإبن
لكن على أمور تافهة لاترقى إلى أهمية الصلاة ومن تأمل حال صلاة الفجر ومن يحضرها من الأولاد ليحزن على أمة الإسلام
! وندر أن تجد فيالمساجد هؤلاء الفتية
الذين كان لأمثالهم شأن في صدر الأمة !
فأين الآباء وأين الأمهات من إيقاظ أبنائهم للصلاة
وحرصهم على ذلك؟!
ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
( بتُّ عند خالتي ميمونة
فجاء رسولالله _ صلى الله عليه وسلم _
بعدماأمسى
فقال أصلى الغلام؟ )
قالوا: نعم)(3)
وكان السلف الصالح يلاحظون أبناءهم في الصلاة
ويسألونهم عنها…
ذكر الذهبي في السير
عن يعقوب عن أبيه، أن عبدالعزيز بن مروان
بعث ابنه عمرإلى المدينة يتأدب بها
و كتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده
وكان يلزمه الصلوات
فأبطأ يوماً عن الصلاة
فقال: ما حبسك؟
قال: كانت مرجلتي تسكن شعري.
فقال: بلغ منتسكن شعرك أن تؤثره على الصلاة
وكتب بذلك إلى والده
فبعث عبدالعزيز رسولاً إليه
فما كلمه حتى حلق شعره.
أيها الأب وأيتها الأم..
لا يخرج من تحت أيديكم غداً من لا يُصلي فتأثمانبإخراجه
إلى أمة الإسلام
فاسقاً من أبوين مسلمين وذلك بالتفريط والرحمة المنكوسة.
فتخافان عليه من البرد ولا توقظانه لصلاة الفجر
وتخافان عليه من شدة الحر ولا يذهب ليصلي العصر
( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُون)
( التوبة:81)
يقول ابن القيم رحمه الله
( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه
وتركه سدى
فقد أساءغاية الإساءة
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء
وإهمالهم لهم
وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه،
فأضاعوهم صغاراً
فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعواآباءهم كباراً.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2751
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(2)
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 495
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
(3)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 1356
خلاصة حكم المحدث: صحيح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تحياتي لجميع الزهرات