السلام عليكم
إن من مهمة الآباء دوماً وأبداً إنشاء أولاد صالحين لأنفسهم ولآباءهم ولمجتمعهم ولبلدهم. وإن التربية للأبناء تكون متواصلة كل الوقت وفي كل مكان. فالطفل وعاء فارغ يسقي فيه الأب والأم من خير التعاليم وأمثل الإرشادات. وإن متابعة الطفل تكون أيضاً بإشراكه في ما يحدث من مستجدات على مدار الساعة. وإن للربيع العربي والنهضة العربية المتواصلة في بلداننا العربية دور في وضع بصمة في ابناءنا تساعد على تربيتهم على اسس محبة الوطن وحب مكل خير له وترك ودحض كل خبيث وفاسد.
لذا عليك أيها المربي انتهاز هذه الفرصة لتحقيق ما يلي:
*أنشأ ابناً حراً ومسؤولاً
وهنا لا بد من أن نؤكد أن السمات الشخصية مكتسبة. كمثل سمة تحمل المسؤولية .وأنه ليست هناك جينات لتطوير الشخصية وتعزيز تقدير الذات واحترام الآخرين. فليس هناك شاب مولود بشخصية مسؤولة وآخر بشخصية متسيبة. انما يكتسب اطفالنا شخصياتهم وتقديرهم لذاتهم من خلال التجارب المتكررة في ماضيهم .وبالتالي السمات الشخصية قابلة للتغيير. لهذا فإننا بشكل طبيعي نستطيع تعليمها لاولادنا وتغييرها او تعديلها .وهنا على المربي تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التغيير وجعل الابن مسؤولاً مقدراً.المعلم والمربي قادرين على احداث التغيير في السمات الشخصية لأحبابنا بواسطة مواقفهم الذهنية ، ومحتوى مناهجهم التعليمية ، والجو العام الذي يهيئونه.
*استخدم الحب والود لا الخوف والسيطرة
الحب نحو الأبناء نهر متدفق جارٍ مدى الحياة متجدد له منبع وهو القلب وله مصب عملي يتمثل بالمعاملة معهم. فلقد أودع الله – سبحانه وتعالى – في قلب الأبوين عاطفة فياضة نحو الأبناء ، وذلك ليسعيا نحو تربيتهم ورعايتهم ، والاهتمام بشئونهم ومصالحهم ، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض. إن حب الأبناء يجري في القلوب كما يجري الدم في العروق. ومع هذا فلآباء في هذا الحب فريقان :
الفريق الأول : هو من يحسن التعبير عن هذا الحب ، ويترجمه في حياته إلى واقع عملي ملموس ؛ فتراه مع أبنائه رحيماً رقيقاً عادلاً مشجعاً ناصحاً. وهذا الفريق له من الله حباً ورحمةً برحمةً.
أما الفريق الثاني من الآباء فهو لا يُشعر أبناءه بهذا الحب الذي يملأ قلبه ، ولا يُعبر لهم عن العاطفة الأبوية التي تجري في عروقه ؛ فترى من قسمات وجهه وتسمع من فلتات لسانه ما ينافى هذه المشاعر النبيلة وهذا الفريق بحاجة ماسة إلى غرس بذور الحب والرحمة والمودة في بيوتهم ، حتى يحصدوا المغفرة والرحمة والرضوان من ربهم.
وان من المهم التركيز على المودة والحب لا السيطرة الخوف او القمع فقد كان الربيع العربي اكبر مثال لسوء عاقبة مثل هذه الاساليب ولو كان المثال ذا حجم اكبر.
فعليك عزيز المربي بالتركيزعلى ما تريد وليس على ما لا تريد فتربيتك لولدك على التفاؤل وقدرته على تغير سلوكياته للأحسن نعمة كبيرة لها مدلولاتها الحياتية والسلوكية ومن هنا لك استخدام قوانين البرمجة في التربية قانون الجذب وهو أن ما تفكر به سينجذب إليك ويصل لك سواء من أشخاص أو أفعال ففكر في الولد الصالح يتحقق لك
ومن قانون الانجذاب يظهر قانون المراسلات كأن الفكرة مثل شعاع غير مرئي ترسل بواسطة هذا القانون إلى المتساويين والمنجذبين إليك من عالمك الداخلي إلى العوالم الداخلية الأخرى للمربين الأوائل والمتقدمين. ومن هذا القانون المراسلات نستطيع تفسير الخطب والمحاضرات الإيمانية والحماسية وبالأخص التي تخرج من قلب المتحدث لا من لسانه وتأثيراتها على المستمعين. وأن قانون المراسلات هو إرسال الطاقات من العقل ويرجع إليك من نفس نوع الطاقة التي أرسلتها ومن هذا القانون ينبثق قانون الانعكاس وهو عبارة عن انعكاس نفس الفكرة ونفس الشعور الذي أرسلته لولدك لفعله.
قانون التفاؤل الفأل الحسن جميل والتفكير بتفاؤل رائع. فكر في أن ابنك سهل وجميل تفاءل بتميزه فكر وتفاءل في تربيتك «تفاءلوا بالخير تجدوه»، «أنا عند حسن ظن عبدي بي».
قانون الانتشار وهو ما تفكر فيه يتوسع أنت تفكر في النجاح التربوي يأتي لك النجاح أنت تفكر في غرس قيمة تربوية فتأتي لك «فإذا فرغت فانصب» أي تتفرغ من طاعة فاتعب في أخرى من تربية وبرنامج تربوي لآخر وهكذا.