التقاليد والأعراس التونسية
للحضارات المتعاقبة على البلاد التونسية أثر كبير في تعدد طقوس الزواج من منطقة إلى أخرى. ولكنها تتشابه بصفة عامة، فتقاليد الزواج التونسي هي واحدة في مراسم الخطوبة ولكنها قد تتفرع إلى جملة من العادات والتقاليد التي لا حصر لها داخل العائلات التونسية. إذ تبدأ بمرحلة الخطوبة الأولى، حيث يكلف العريس أمه أو أخته للذهاب إلى بيت الفتاة المراد خطبتها، وعند إبداء الموافقة المبدئية من بيت العروس وإشعار أهل العريس بذلك يتم تحديد يوم الخطبة الرسمية أو "قراءة الفاتحة" وتقديم خاتم الخطوبة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والملاحظ أن حفلات الأعراس في تونس تختلف حسب اختلاف الأصول والأعراق والطباع، فالبلاد التونسية تشتمل على لفيف من القبائل والعروش منسجمين ومتجانسين في حبهم لوطنهم لكن تفرقهم بعض العادات والتقاليد الاحتفالية والسلوكية، ففي الجنوب مثلا نجد قبائل "المحاميد" و "التوازين" و "المرازيق" و "الهمامة" و "المهاذبة" و "نفًات" وأهل الجريد. و جميعهم قبائل عربية بدوية جاءت مع الفتح الإسلامي وبعده. حيث تتشابه هذه القبائل في أسلوب إقامة حفل الزفاف الذي تميزه الأكلة الشعبية الأولى في تونس "الكسكسى" بلحم الخروف والفروسية والغناء البدوي واللباس التقليدي (الملية والخلال) مع اختلاف طفيف في اختلاط النسوة بالرجال حسب كل قبيلة. أما في الوسط فنجد "ماجر" و "الفراشيش" و "جلاص" وهي قبائل ذات أصول بربرية لكن تتشابه أزياؤهم وأكلاتهم مع أهل الجنوب مع بعض الاختلاف في حضور المرأة القوي ببشرتها البيضاء ولون عينيها الفاتح وشعرها الكستنائي المنساب مع نفوذها المحترم وجمالها البربري. ولكن يبقى الكسكسى بلحم الخروف نجم الأعراس التونسية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ورغم أن تيار الحداثة قد غير في طريقة الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بالحياة العصرية، إلا أن البعض ما يزال متمسكا بعادات قبائلهم وأجدادهم ويرفض التنازل عنها باسم مسايرة العصر.
وتعد طقوس الزواج من أكثر العادات رسوخا في المجتمع التونسي، حيث تحرص العائلات على ممارستها خلال حفلات الزواج كتعبير عن التميز والتمسك بالأصالة.
نرصد في هذا التحقيق بعض عادات وتقاليد حفلات الزواج التي ما تزال حاضرة اليوم في مختلف الجهات التونسية. والتي بدأت في التغير وأصبحت متشابهة نتيجة عديد الأسباب لعل أهمها تطور وسائل الاتصال والإعلام والاختلاط والضغط المادي والزمني الذي يتطلب اقل التكاليف والسرعة في إتمام الزواج وبذلك اندثرت بعض العادات والتقاليد التي عاشتها الجدات.
حافظت حفلات الزواج في تونس على طقوسها التي يرجع تاريخها لآلاف السنين، وقد لعبت المرأة دورا كبيرا في ذلك، حيث تناقلت النساء عن أمهاتهن وجداتهن أهازيج الأفراح، وكل ما يرافق الاحتفال بالزفاف من أزياء خاصة، وأساليب الزينة، والتقاليد التي ترافق هذه المناسبة السعيدة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]