[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من السنة إذا عدت مريضاً أن تدعو له بالشفاء , وأن ترقيه فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى الْمَرِيضِ ، قَالَ : أَذْهِبِ الْبَأْسَ ، رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لاَ شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ ، اشْفِ شِفَاءً لاَ يُغادِرُ سَقَمًا. أخرجه أحمد 3/267(13859. والنَّسَائِي ، في "عمل اليوم والليلة" 1042 .
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعُودُهُ وَبِهِ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِشِدَّةٍ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَشِىِّ وَقَدْ بَرِئَ أَحْسَنَ بُرْءٍ فَقُلْتُ لَهُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ غُدْوَةً وَبِكَ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ بِشِدَّةٍ وَدَخَلْتُ عَلَيْكَ الْعَشِيَّةَ وَقَدْ بَرِئْتَ فَقَالَ يَا ابْنَ الصَّامِتِ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَقَانِى بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ أَلاَ أُعَلِّمُكَهَا قُلْتُ بَلَى قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ بِسْمِ اللَّهِ يَشْفِيكَ.أخرجه أحمد 5/323(23139) و"النَّسَائي" في "عمل اليوم والليلة" 1004.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلاَّ عُوفي.أخرجه أحمد 1/239(2137) والتِّرْمِذِيّ" 2083 و"النَّسائي" في "عمل اليوم والليلة" 1045.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومما يهدى إلى المريض تذكيره بوصية النبي في الاستشفاء فقد جاء عثمان بن أبي العاص إلى النبي يشكوه وجعا في جسده فقال له: ((ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)) رواه مسلم 14/189 .
عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أعرابي يَعُودُهُ - قَالَ - وَكَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ قُلْتَ طَهُورٌ ، كَلاَّ بَلْ هي حُمَّى تَفُورُ - أَوْ تَثُورُ - عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم فَنَعَمْ إِذًا. أخرجه البخاري 4/246(3616) و"النَّسائي" 7457 ، وفي عمل اليوم والليلة 1039.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]4- تذكيره بأجر الصبر على المريض :على من يعود مريضاً أن يذكره بالصبر على المرض , وجزاء الصابرين الذي وصفه ربنا في كتابه الكريم فقال : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) سورة البقرة , عنْ أَبي هُرَيْرَة ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَا يُصِيبُ الْمسلِمَ مِنْ نَصَب ، وَلاَ وَصَب ، وَلاَ هَمِّ ، وَلاَ حَزن ، وَلاَ أَذىً ، وَلاَ غَمّ ، حَتى الشوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلا كَفَّرَ اللهِ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.
أخرجه أحمد 2/303(8014و"البُخَارِي" 7/148(5641 و 5642) ، و"مسلم" 8/16(6660) .
وعَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ ، أَبِي رَبِيعَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ ، قَالَ اللَّهُ لِلْمَلَكِ : اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، فَإِنْ شَفَاهُ ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ ، وَإِنْ قَبَضَهُ ، غَفَرَ لَهُ ، وَرَحِمَهُ.
- وفي رواية : مَا مِنْ مُسْلِمٍ ابْتَلاَهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ ، إِلاَّ كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ ، مَا كَانَ مَرِيضًا ، فَإِنْ عَافَاهُ ، أُرَاهُ قَالَ : عَسَلَهُ ، وَإِنْ قَبَضَهُ ، غَفَرَ لَهُ. أخرجه أحمد 3/148(12531) و"البُخَارِي" ، في (الأدب المفرد) 501.
قال الشاعر :
يا صاحب الهمّ إنّ الهمّ منقطعٌ * * * أبشر بذاك فإنّ الكافي اللّه
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه * * * لا تيأسنّ كأن قد فرّج اللّه
إذا بليت فثق باللّه وأرض به * * * إنّ الذي يكشف البلوى هو اللّه
الحمد للّه شكراً لا شريك له * * * ما أسرع الخير جدّاً إن يشا اللّه
5- عدم إطالة الزيارة :بعض الناس يكون ثقيلاً في الزيارة , فيطيل الجلوس عن المريض , وهذا مخالف لهدي الإسلام في عيادة المريض بل في الزيارة عموماً , فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا " رواه الطبراني 10/565 صحيح الترغيب والترهيب 2/350.
قال الشاعر :
أدب العيادة أن تكون مُسَلّمًا * * * وتقوم في إثر السلام مودّعا
وقال آخر :
حُسن العيادة يوم بين يومين* * * واقعد قليلاً كمثل اللّحظ بالعين
لا تُبرمِنّ عليلاً في مساءلة* * * يكفيك من ذاك تسأله بحرفين
يعني تقول: شفاك الله.
قال بعض الظرفاء لقوم عادوه في مرضه، فأطالوا الجلوس: المريض يعاد، والصحيح يزار.
فبعض الناس يكون ثقيلاً على المريض , بل يكون عليه أشد من المرض , قال الشاعر :
سقت الثقيل من السفينة في الدجى * * * فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طـلع النهار أتت به * * * نحو السفينة موجة تتقدم ُ
قالت خذوه كما أتاني سالما * * * لم أبتلعه لأنه لا يهضمُ
يحكى أن رجلاً مرض مرضاً شديداً فأمر بإحضار أولاده إلا واحداً منهم فلما قالوا لماذا لم تحضر فلاناً فقال لأنه يتقعر في كلامه , فلما ألحوا عليه قال أحضروه على أن لا يتكلم , فاشترطوا عليه ذلك , فلما دخل الابن قال: يا أبت قل أشهد ألا إله إلا اللهُ وإن شئت فقل أشهد أن لا إله إلا اللهَ فكلاهما جائز والأولى أحب إلى سيبويه، يا أبت ما حبسني عنك إلا أبو علي القالي فقد كنا عنده قال يا أبتي والله ما شغلني عنك إلا صاحبي فلان .فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأبصل ,وأعدس واستبذج ,وسكبج وطهبج ,وأفرج ودجج ,وأعدس وأمضر ولوذج وافلوذج ,فقال الأب : أبعدوا هذا الشقي عني فقد سبق ملك الموت إلى قبض روحي.
6- تقليل السؤال:بعض الناس يكثر من سؤال المريض عن حاله , بل يريد منه أن يحكي له قصة مرضه من أولها إلى آخرها , ولا يراعي حالته الصحية وهذا مما يرهق المريض , بل مما يزيد من علته , دخل رجلٌ على عمر بن عبد العزيز يعوده في مرضه فسأله عن علته فأخبره، فقال الزائر: إن هذه العلة ما شفي منها فلان، ومات منها فلان. فقال عمر: إذا عدت مريضاً فلا تنع إليه الموتى، وإذا خرجت عنا فلا تعد إلينا.
ويقول سفيان الثوري: حماقة العائد أشر على المرضى من أمراضهم، يجيئون من غير وقتٍ، ويطيلون الجلوس.
7- يفسح له في الأمل :من أهم آداب عيادة المريض أن تفسح له الأمل في الشفاء والمعافاة بإذن الله تعالى , ولا تؤذه بتذكيره بأن فلاناً قد مات بنفس العلة , عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا وَهُوَ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْمَرِيضِ.أخرجه ابن ماجة (1438) والتِّرْمِذِيّ" 2087.
عَنْ أبِي بُرْدَةَ ، وَاصطَحَبَ هُوَ وًيزِيدُ بْنُ أبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ ، فَكانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ ، فَقال لَهُ أَبُو بُرْدَةَ : سَمِعْتُ أبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولً : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ ، أوْ سَافَرَ ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَاكَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا. أخرجه أحمد 4/41، والبخاري 4/7.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى شَابٍّ ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : وَاللهِ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ ، فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ.أخرجه "ابن ماجة" 4261 والتِّرْمِذِيّ" 983 و"النَّسائي" ، في "عمل اليوم والليلة" 1062 .
لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس ـ وكأنه يجزعه ـ: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبابكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راضٍ، ثم صحبت صحبتهم.
وفي البخاري أيضاً من حديث القاسم بن محمد أن عائشة - رضي الله عنها - اشتكت؛ فجاء ابن عباس فقال: (يا أم المؤمنين، تقدمين على فَرَط صدق، على رسول الله وعلى أبي بكر). صحيح البخاري: كتاب المناقب - باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث (3771).
يجري القضاء وفيه الخير نافلة * * * لمؤمن واثق بالله لا لاهي
إن جاءه فرج أو نابه ترح* * * في الحالتين يقول الحمد لله
ولقد لخص ابن حجر آداب عيادة المريض فقال : فِي الْعِيَادَة أَنْ لَا يُطِيل الْعَائِد عِنْد الْمَرِيض حَتَّى يَضْجَرهُ ، وَأَنْ لَا يَتَكَلَّم عِنْده بِمَا يُزْعِجهُ . وَجُمْلَة آدَاب الْعِيَادَة عَشَرَة أَشْيَاء ، وَمِنْهَا مَا لَا يَخْتَصّ بِالْعِيَادَةِ : أَنْ لَا يُقَابِل الْبَاب عِنْد الِاسْتِئْذَان ، وَأَنْ يَدُقّ الْبَاب بِرِفْقٍ ، وَأَنْ لَا يُبْهِم نَفْسه كَأَنْ يَقُول أَنَا ، وَأَنْ لَا يَحْضُر فِي وَقْت يَكُون غَيْر لَائِق بِالْعِيَادَةِ كَوَقْتِ شُرْب الْمَرِيض الدَّوَاء ، وَأَنْ يُخَفِّف الْجُلُوس ، وَأَنْ يَغُضّ الْبَصَر ، وَيُقَلِّل السُّؤَال ، وَأَنْ يُظْهِر الرِّقَّة ، وَأَنْ يُخْلِص الدُّعَاء ، وَأَنْ يُوَسِّع لِلْمَرِيضِ فِي الْأَمَل ، وَيُشِير عَلَيْهِ بِالصَّبْرِ لِمَا فِيهِ مِنْ جَزِيل الْأَجْر ، وَيُحَذِّرهُ مِنْ الْجَزَع لِمَا فِيهِ مِنْ الْوِزْر . فتح الباري 16/170.
وما أروع قول شوقي في وصف حالة الزعيم مصطفى كامل في مرضه :
ولقد نظرتك والردى بك محدق * * * والــداء مــلء معالم الجثــمان
فهششت لي حتى كأنك عائـدي * * * وأنـــا الــذي هد السقــام كياني
8- طلب الدعاء من المريض:يستحب طلب الدعاء من المريض، لأنه مضطر ودعاءه أسرع إجابة من غيره ,قال تعالى : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) سورة النمل , وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مَرِيضٍ ، فَمُرْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ ، فَإِنَّ دُعَاءَهُ كَدُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ.أخرجه ابن ماجة (1441).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د. بدر عبد الحميد هميسه