وطريق التداوي منهما بالرقية الشرعية كقراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة من قوله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون...) إلى نهاية السورة، وقوله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) [القلم: 51]، والإخلاص، والمعوذتين،وبعض الأدعية النبوية، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك" تقرأ مباشرة على المريض، وتقرأ على ماء ليغتسل به ويشرب، هذا في حالة عدم معرفة العائن، أما إن عرف العائن فيؤمر بالاغتسال، أو الوضوء، ثم يغتسل منه المصاب، كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا" وعند أبى داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعينْ). والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82].
ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57].
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في السنن والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، فتداووا".
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى".
فالتداوي أمر به صلى الله عليه وسلم، وكذلك العلاج بالرقى الشرعية والأدعية المأثورة، ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وأبي داود عن ابن عباس رضي الله عنه: "من عاد مريضاً لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض".
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين : "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكما (إبراهيم) كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ".
قال العلماء: يُشرع العلاج بالرقى والأدعية إذا كانت مشتملة على ذكر الله، وكانت مفهومة، لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك.
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عَلَيّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله، وبما تعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب (اليهود والنصارى) المسلمين. قال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأمراض النفسية أفضل علاج لها هو الإيمان بالله وقضائه وقدره، لأن سببها إما حزن على ماضٍ، أو خوف على مستقبل، أو تضجر من حاضر. فعليك بعبادة الله وذكره وقراءة القرآن واستعمال الرقية الشرعية.
ثم إنه لا مانع من مراجعة طبيب نفساني، بشرط أن يكون موثوقاً بدينه، ولا بأس بذكر بعض الأشياء التي تعين على تشخيص المرض وعلاجه إذا دعت الضرورة أو الحاجة لذلك.
والله أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً. رواه البخاري ومسلم.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده فقال له صلى الله عليه وسلم: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً ... وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
ومنها:
ما رواه أبو داود عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ.