بيت الزهرات
في رحاب أحاديث الحج Vmkury10
بيت الزهرات
في رحاب أحاديث الحج Vmkury10
بيت الزهرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هنا أخوة في الله على طاعة الله و رسوله تجمعنا وبالحب في الله تعارفنا بأقلامنا وأفكارنا ننثر ورود الإيمان بين احضان واقسام بيت الزهرات أين نلتقي وعلى دروب الخير نرتقي فكوني أختي زهرة بين زهرات باقتنا الجميلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  دخولدخول  

شاطر | 
 

 في رحاب أحاديث الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:17






في رحاب أحاديث الحج

رجع كيوم ولدته أمه


روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه

) وفي رواية له أيضًا: ( من حج هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) وعند مسلم نحوه .

شرح الحديث

قال شراح الحديث: الأحاديث الواردة في هذا الباب مستفادة من قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } (البقرة:197) .



قوله في رواية البخاري : ( من حج لله ) أي: ابتغاء وجه الله، وطلبًا لرضاه. والمراد الإخلاص في العمل، بأن لا يكون قصده في الأساس تجارة، أو سياحة، أو شبه ذلك .

قالوا: و ( الرفث ): اسم للفحش من القول، وقيل: هو الجماع ؛ وبه فسروا قوله تعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } (البقرة:187) وقيل: ( الرفث ): التصريح بذكر الجماع؛ وقال بعض أهل اللغة: (الرفث ) كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة؛ وكان عمر و ابن عباس رضي الله عنهما، يخصصانه بما خوطب به النساء. وإذا كان جمهور أهل العلم - كما قال ابن حجر - قد فسروا الرفث في الآية بأنه الجماع، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن اللفظ في الحديث أعم من ذلك ؛ وفي هذا يقول الحافظ ابن حجر في "الفتح": " والذي يظهر أن المراد به في الحديث ما هو أعم من ذلك، وإليه نحا القرطبي ، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في الصيام: ( فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ) متفق عليه " وعلى هذا، فالمقصود بـ ( الرفث ) في الحديث: الجماع، ومقدماته، وكل كلام فاحش .

ومعنى ( كيوم ولدته أمه ) أي: بغير ذنب ؛ قال ابن حجر : وظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر والتبعات .

وأما ( الفسوق ) فهو في الأصل الخروج ؛ يقال: انفسقت الرطبة، إذا خرجت، فسمي الخارج عن الطاعة فاسقًا؛ والمقصود به هنا فعل المعصية ؛ إذ هي خروج عن الطاعة. وقوله عليه الصلاة والسلام: ( ولم يفسق ) المراد به: العصيان، وترك أمر الله تعالى، والخروج عن طريق الحق. والمعنى: لم يخرج عن حد الاستقامة، بفعل معصية، أو جدال، أو مراء، أو ملاحاة رفيق أو صديق .

وأفاد الحديث أن الحج المبرور طريق موصل إلى مرضات الله، وثمرة ذلك أن يكون العبد من أصحاب الجنة والرضوان، ويكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا .
من موقع الشبكة الاسلامية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:19




حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم


حديث جابر رضي الله عنه الذي نقل لنا صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، حديث عظيم في بابه، وأصل عتيد في بيان أحكام الحج. وقد روى الحديث بطوله الإمام

مسلم في "صحيحه" ولم يروه البخاري في "جامعه" فالحديث مما انفرد به الإمام مسلم .

وفيما يأتي نص الحديث بكامله، كما رواه مسلم في "صحيحه" قال رحمه الله:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، و إسحاق بن إبراهيم ، جميعًا عن حاتم ، قال أبو بكر : حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله ، فسأل عن القوم، حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين ، فأهوى بيده إلى رأسي، فنـزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثديي، وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي، سل عما شئت، فسألته - وهو أعمى - وحضر وقت الصلاة، فقام في نساجة ملتحفًا بها، كلما وضعها على منكبه، رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه على المشجب، فصلى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده فعقد تسعًا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين، لم يحج، ثم أذَّن في الناس في العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس ، محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف أصنع ؟ قال: اغتسلي، واستثفري بثوب، وأحرمي. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكبٍ وماشٍ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينـزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به. فأهلَّ بالتوحيد ؛ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. وأهلَّ الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئًا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة. حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } (البقرة:125) فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين: { قل هو الله أحد } و{ قل يا أيها الكافرون } ثم رجع إلى الركن، فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: { إن الصفا والمروة من شعائر الله } (البقرة:158) أبدأ بما بدأ الله به ؛ فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله، وكبره، وقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ، ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي، سعى حتى إذا صعدتا، مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة، كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي، فليحل، وليجعلها عمرة. فقام سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال: يا رسول الله ! ألعامنا هذا، أم لأبد ؟ فشبَّك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه، واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج ، مرتين، لا بل لأبد أبد. وقدم عليٌّ من اليمن ببُدُن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلَّ، ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال، فكان عليٌّ يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشًا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ قال: قلت: اللهم إني أُهلُّ بما أهلَّ به رسولك، قال: فإن معي الهدي، فلا تحل . قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به عليٌّ من اليمن، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة. قال: فحل الناس كلهم، وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي. فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة، فنـزل بها، حتى إذا زاغت الشمس، أمر بالقصواء، فرحلت له. فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا ؛ دم ابن ربيعة بن الحارث - كان مسترضعًا في بني سعد، فقتلته هذيل - وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد ، ثلاث مرات. ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص. وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء الزمام - حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس ! السكينةَ السكينةَ ، كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّح بينهما شيئًا. ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح. بأذان وإقامة ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا، فدفع قبل أن تطلع الشمس. وأردف الفضل بن عباس ، وكان رجلاً حسن الشعر، أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل ، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل ، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر. حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي. ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين بيده، ثم أعطى عليًا ، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه. ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قِدْرٍ، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر. فأتى بني عبد المطلب ، يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنـزعت معكم ، فناولوه دلوًا فشرب منه .

وقفات مع حديث جابر :

قال الإمام النووي : حديث جابر رضي الله عنه - وهو حديث عظيم - مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد، وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا. وصنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءًا كبيرًا، وخرَّج فيه من الفقه مائة ونيفًا وخمسين نوعًا، ولو تقصى لزيد على هذا القدر قريب منه .

شرح غريب الحديث :

- نساجة: هي نوع من الملاحف منسوج .

- الرَّمَل: هو تسارع الخُطى في الأشواط الثلاثة الأُوَل من الطواف .

- استثفري: الاستثفار، أن تشد الحائض في وسطها شيئًا، وتأخذ خرقة عريضة، تجعلها في محل الدم، وتشد طرفيها في ذلك المشدود في وسطها .

- القصواء: بفتح القاف والمد، اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم .

- لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه: قال النووي : معناه: أن لا يأذنَّ لأحدٍ تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم، سواء كان امرأة أم رجلاً، أجنبيًا أم محرمًا .

- حبل المشاة: أي: صفَّهم ومجتمعهم .

- ظَعَن: بفتح الظاء والعين، جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج ؛ قال النووي : وأصله البعير الذي يحمل المرأة، ثم أطلق على المرأة مجازًا لملابستها له .

- ما غَبَر: أي بقي .

- كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع: موضوع: أي: كالشيء الموضوع تحت القدم، وهو مجاز عن إبطاله ؛ والمعنى: عفوت عن كل شيء فعله رجل قبل الإسلام، حتى صار كالشيء الموضوع تحت القدم .

- فلولا أن يغلبكم الناس: أي لولا خوفي أن يعتقد الناس أن ذلك من مناسك الحج، فيزدحمون عليه، بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء، فتزول الخصوصية به الثابتة لكم، لاستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الاستقاء .

ما يستفاد من الحديث :

اشتمل حديث جابر رضي الله عنه على العديد من الفوائد والأحكام، نقتصر منها على ما يتعلق بأهم أحكام الحج، فمن ذلك:

- يستحب للإمام إيذان الناس بالأمور المهمة ليتأهبوا بها .

- يستحب الغسل للإحرام، للرجال والنساء، حتى من لا تصلي، فإنها تغتسل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء: ( اغتسلي ) فإذا كانت النفساء - وهي لا تصلي - تؤمر بالغسل، فكذلك من سواها .

- مشروعية رفع الصوت بالتلبية من حين الإحرام ؛ والمستحب الاقتصار على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- مشروعية تعيين النسك في التلبية ؛ فإذا كان في العمرة، يقول: لبيك اللهم عمرة ؛ وفي الحج يقول: لبيك اللهم حجًا ؛ وفي القِران يقول: لبيك اللهم حجًا وعمرة .

- ينبغي للحاج والمعتمر حال الوصول إلى مكة أن يبادر إلى المسجد الحرام ليطوف فيه ؛ لأن الطواف هو المقصود الأهم لطالب الحج أو العمرة .

- مشروعية استلام الحجر الأسود عند ابتداء الطواف .

- مشروعية تقبيل الحجر الأسود حال الطواف، لكن لا يزاحم عليه ؛ ولا يشرع تقبيل غيره من الجمادات والإحجار، كمقام إبراهيم، أو جدران الكعبة .

- السنة أن يَرْمُل الثلاثة الأشواط الأُوَل، ويمشي على عادته في الأربعة الأخيرة. والرَّمَل: هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى ؛ ولا يستحب الرَّمَل إلا في طواف حج أو عمرة ؛ أما إذا طاف في غير حج أو عمرة فلا يشرع الرَّمَل حينئذ .

- ويسن الاضطباع في طواف يسن فيه الرَّمَل ؛ والاضطباع: أن يُدخل الطائف رداءه تحت إبطه الأيمن، ويغطي به الأيسر .

- يُسن لكل طائف بالبيت إذا فرغ من طوافه أن يصلي خلف مقام إبراهيم عليه السلام ركعتي الطواف ؛ فإن لم يستطع أن يصليهما خلف المقام، ففي أي مكان تيسر له في المسجد الحرام .

- ينبغي المبادرة إلى السعي بعد الطواف دون تأخير، وهذا على سبيل الأفضلية، وإن كان ثمة عذر يستدعي التأخير فلا حرج حينئذ .

- السعي يشترط فيه أن يبدأ من الصفا، وبهذا قال جمهور أهل العلم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ابدأوا بما بدأ الله به ) .

- يستحب أن يصعد على الصفا والمروة حتى يرى البيت إن أمكنه ؛ ويسن للحاج أن يقف على الصفا مستقبل الكعبة، ويذكر الله تعالى بما ورد في حديث جابر، ويدعو ويكرر الذكر والدعاء ثلاث مرات .

- إذا ساق الحاج الهدي معه فلا يتحلل من إحرامه حتى ينحر، ولا ينحر إلا يوم النحر، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة. بخلاف من لم يسق الهدي معه، فإنه يجوز له فسخ الحج .

- أفاد الحديث أن الأفضل بالنسبة للمتمتع التقصير من شعره بعد الانتهاء من أداء منسك العمرة، فالتقصير في حقه أفضل ؛ لكي يبقى شعر يُحْلق في الحج .

- السنة أن لا يتقدم أحد إلى منى قبل يوم التروية. والسنة أن يصلي الحاج بمنى خمس صلوات ؛ وليس من السنة جمع الصلوات في منى .

- يُسن للحاج أن يبيت بمنى ليلة التاسع من ذي الحجة، ليلة الوقوف بعرفة، وهذا المبيت سنة، ولو تركه فلا دم عليه، بالإجماع .

- السنة أن لا يخرج الحاج من منى حتى تطلع شمس يوم عرفة، وهذا باتفاق أهل العلم .

- أفاد الحديث جواز الاستظلال للمحرم بقبة وغيرها، ولا خلاف في جواز ذلك .

- دلَّ الحديث على أن أرض نمرة ليست من أرض عرفات ؛ فلو وقف فيها الحاج لم يجزئه ذلك .

- مشروعية استقبال القبلة حال الدعاء يوم عرفة، ورفع اليدين، والإكثار من الدعاء، ومن الذكر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) رواه الترمذي .

- السُّنَّة للحاج بعد الإفاضة من عرفات أن يؤخر صلاة المغرب إلى وقت العشاء، وأن يصليهما معًا في مزدلفة جمع تأخير .

- السُّنَّة في رمي جمرة العقبة ( الجمرة الكبرى ) أن يقف الرامي بحيث تكون منى وعرفات والمزدلفة عن يمينه، ومكة عن يساره .

- لا يشرع الوقوف للدعاء، بعد رمي جمرة العقبة .

- أفاد الحديث استحباب تعجيل ذبح الهدي في يوم النحر، بعد الرمي، ولا يؤخر إلى أيام التشريق ؛ وفيه استحباب الأكل من هدي التطوع .

- أفاد الحديث جواز التوكيل في ذبح الهدي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وكَّل عليًا رضي الله عنه أن ينحر الباقي .

- من السنة الشرب من ماء زمزم، والإكثار منه ؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، ولأن هذا الماء خير .

تلك هي أهم الفوائد والأحكام المستفادة من هذا الحديث؛ على أن في الحديث فوائد وأحكامًا أُخر، لا يناسب المقام بسط القول فيها ؛ ومن المفيد أن نحيل على شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لهذا الحديث، إذ أفرد لشرحه كتابًا خاصًا، ضمَّنه العديد من الفوائد والأحكام المستفادة من هذا الحديث. ويمكن الاطلاع على هذا الكتاب على موقعنا، ضمن مواد محور الحج .
من موقع الشبكة الاسلامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:21




الطواف بالبيت


روى ابن حبان في "صحيحه" و الحاكم في "مستدركه" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: ( استمتعوا من هذا البيت، فإنه هُدم مرتين، ويُرفع في الثالثة )

قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين .

وفي "سنن ابن ماجه " عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة ) قال الشيخ الألباني : حديث صحيح .

وروى عبد الرزاق في "المصنف" من حديث علي رضي الله عنه قال: ( استكثروا من هذا الطواف بالبيت، قبل أن يحالَ بينكم وبينه، فإني به أصمع أصعل، يعلوها يهدمها بمسحاته ) .

وعند أبي عبيد في "غريب الحديث" من حديث علي رضي الله عنه أيضًا، أنه قال: ( استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصلع، أو قال: أصمع، حمش الساقين، قاعد عليها، وهي تُهدم ) .

وقد دلَّ على مجمل هذه الآثار، ما ورد من أحاديث في هدم الكعبة وتخريبها على يد ذي السويقتين ؛ ففي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يخرّب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ) وقد جاء في تخريب الكعبة أحاديث، ليس هذا مكان سوقها. وقد بوَّب البخاري في "صحيحه" بابًا بعنوان: باب هدم الكعبة .

شرح مفردات الأحاديث

قوله في حديث علي : أصلع، أو أصعل، أو أصمع ؛ الأصلع: من ذهب شعر مقدم رأسه ؛ والأصعل: الصغير الرأس ؛ والأصمع: الصغير الأذنين ؛ وقوله: حمش الساقين، أي: دقيق الساقين. والمسحاة: المجرفة التي يجرف فيها الطين والتراب ونحوهما .

و ( السويقتان ) هما تصغير ساقي الإنسان لرقتهما .

قال أهل العلم: يستحب لقاصد البيت الحرام الإكثار من الطواف ما استطاع ؛ ورأى بعضهم أن طواف النفل أفضل من صلاة النافلة في البيت الحرام .

وقد قال ابن تيمية : والطواف أيضًا هو أكثر المناسك عملاً فى الحج ؛ فإنه يُشرع للقادم طواف القدوم، ويُشرع للحاج طواف الوداع، وذلك غير الطواف المفروض، طواف الإفاضة الذى يكون بعد وقوف عرفة. قال: ويُستحب أيضًا الطواف في أثناء المقام بمنى، ويُستحب في جميع الحول عمومًا .

وقال في موضع آخر: وكلما طاف بالبيت كان أفضل من أن يمشي فى غير شيء .

وعلى ضوء ما تقدم، يظهر أن الطواف بالبيت الحرام من أفضل الأعمال والقربات، وآكدها لقاصد البيت الحرام، سواء أكان القاصد حاجًا أم معتمرًا أم زائرًا ؛ لكن ينبغي أن يراعي الطائف المتنفل أن لا يجعل طوافه في الأوقات التي هي مظنة إزدحام الناس، كيوم النحر، وأيام التشريق، كي لا يزاحم إخوانه الطائفين لغير النفل، وهو في قصده ذلك مأجور إن شاء الله .
من موقع الشبكة الاسلامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:22




حديث فضل يوم عرفة


روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار

من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ) .

وعند أحمد في "مسنده" و ابن حبان في "صحيحه" و الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة مرفوعًا: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ) .

وروى ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و أبو يعلى و البيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعًا أيضًا: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة ) .

وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن أمر دينهم، وكان من جوابه لهما: ( وأما وقوفك بعرفة، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبًا، غسلها الله عنك ) .

وعند ابن عبد البر في "تمهيده" من رواية أنس رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعدًا، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثًا فيه طول وفيه: ( وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا سفعًا، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزبد البحر، لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له ) .

وروى ابن عبد البر أيضًا، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ( وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: ( يا بلال انصت لي الناس ) فقام بلال ، فقال: انصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس، فقال: ( معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات ) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: ( هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة ) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب ) .

شرح غريب الأحاديث

رمل عالج: تَعَلَّج الرَّمل: اعتلج. وهو ما تَراكَمَ من الرمل، ودخل بعضه في بعض. وعالِج: رمالٌ معروفة بالبادية، وعالج: موضع بالبادية بها رمل .

شعثًا: شعِثَ شَعَثًا وشعوثة، فهو شَعِثٌ: تَلَبَّدَ شعره واغْبَرَّ، والشَّعِث: المُغْبَرُّ الرأْس، المُنْتَتِف الشَّعر، الجافُّ الذي لم يَدَّهِن. والتَّشَعُّث: التَّفرُّق والتنكُّث، كما يتشعَّث رأْس المسواك. وتشعيث الشيء: تفريقه .

سفعًا: السفع السَّواد والشُّحوب، ومنه قيل للأَثافي: سُفْعٌ، وهي التي أُوقد بينها النار، فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار .

غبرًا: الغُبْرة: اغبِرار اللَّون، يغْبَرُّ للهمِّ ونحوه، والغُبْرة لون الأغبر، وهو شبيه بالغبار .

دلالة الأحاديث

قال الإمام النووي في شرحه على "صحيح مسلم": " هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة، وهو كذلك ". وقد وفق النووي بين الأحاديث الدالة على فضل يوم عرفة، والأحاديث الدالة على فضل يوم الجمعة، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ) رواه مسلم بأن الأحاديث الواردة في فضل يوم عرفة تفيد أن يوم عرفة أفضل أيام السنة، أما الأحاديث الواردة في أفضلية يوم الجمعة فمحمولة على أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع .

وقد رُوي عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه رأى سائلاً يسأل يوم عرفة، فقال: يا عاجز ! في هذا اليوم تسأل غير الله .

وخطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعرفة، فقال: إنكم قد جئتم من القريب والبعيد، وأنضيتم الظهر - أي: أتعبتم رواحلكم - وأخلقتم الثياب - أي: أبليتم ثيابكم - وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته، وإنما السابق اليوم من غُفر له. والحمد لله رب العالمين .
من موقع الشبكة الاسلامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:25




افعل ولا حرج


يختلف الحج عن غيره من العبادات في بعض مباني القواعد الفقهية ؛ إذ من المعلوم أن ترك واجب أو ركن عمدًا في أي عبادة يبطلها، وهذا مما يختلف فيه الحج

عن غيره ؛ فإنّ ترْك واجبٍ من واجبات الحج، أو ركن من أركانه لا يبطله، حتى لو كان ذلك الترك عمدًا، وإنما يلزم بهذا الترك ما يلزم لتصحيح الحج أو الخروج منه، إضافة إلى اختلافات أخرى ذكرها أهل العلم في هذا السياق .

واستنادًا على ما تقدم، نحاول قراءة وفهم الحديثين التاليين، وما جاء في معناهما من أحاديث:

ثبت في "الصحيحين" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر، فحلقت قبل أن أذبح، فقال: ( اذبح ولا حرج ) فجاء آخر فقال: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي، قال: ( ارمِ ولا حرج ) فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: ( افعل ولا حرج ) رواه البخاري و مسلم .

وفي رواية ثانية، أنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم النحر، فقام إليه رجل فقال: كنت أحسب أن كذا قبل كذا، ثم قام آخر فقال: كنت أحسب أن كذا قبل كذا، حلقت قبل أن أنحر، نحرت قبل أن أرمي، وأشباه ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج ) لهن كلهن، فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال: ( افعل ولا حرج ) رواه البخاري و مسلم .

شرح مفردات الأحاديث

قول السائل: ( لم أشعر ) أي: لم أفطن، يقال: شعرت بالشيء شعورًا إذا فطنت له ؛ والشعور: هو العلم، وعلى هذا يكون المعنى: لم أعلم .

قوله صلى الله عليه وسلم: ( عن شيء ) أي: مما هو من أعمال يوم النحر، وهي: رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة .

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج ) معناه: افعل ما بقي عليك، وقد أجزأك ما فعلته، ولا حرج عليك في التقديم والتأخير .

ما أفادته الأحاديث

موضوع هذه الأحاديث ورد في روايات مختلفة، وبصور مختلفة. والمستفاد من مذاهب أهل العلم في فقه هذه الأحاديث أنها واردة في أعمال يوم النحر خاصة، إذ جميع الروايات على اختلاف ألفاظها، وردت بخصوص أعمال هذا اليوم، إذ في هذا اليوم - يوم النحر - تكون أكثر أعمال الحج، فيكون فيه رمي جمرة العقبة ( الكبرى )، ونحر الهدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة ؛ وعليه فلا تفيد مجمل هذه الأحاديث رفع الحرج في التقديم أو التأخير في أعمال الحج كافة ؛ فلا يصح مثلاً رمي الجمار قبل وقوف عرفة، ولا يصح طواف الإفاضة قبل الوقوف، ولا السعي للمتمتع قبل طواف الإفاضة كذلك .

والسنة المتفق عليها في ترتيب أعمال يوم النحر، هي: رمي جمرة العقبة، ثم نحر الهدي أو ذبحه، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة ؛ وقد أجمع العلماء على استحباب هذا الترتيب. وأجمعوا كذلك على أن من قدم أو أخر شيئًا من أعمال يوم النحر، فإنه يجزئه ذلك، ويصح منه، بيد أنهم اختلفوا في وجوب الكفارة عليه، فأوجبها بعضهم، ولم يوجبها آخرون .

والذي ذهب إليه جمهور أهل العلم أنه لا شيء على من حلق قبل أن يرمي، ولا على من قدم شيئًا أو أخره ساهيًا أو جاهلاً، أو حتى متعمدًا مما يُفعل يوم النحر. وقد رُويَ عن الحسن و طاوس أنهما قالا: لا شيء على من حلق قبل أن يرمي ؛ ورويَ عن عطاء بن أبي رباح قوله: من قدَّم نسكًا قبل نسك فلا حرج .

ويؤيد قول الجمهور القائلين بعدم وجوب ترتيب أعمال يوم النحر، قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج ) إذ لو كان الحديث لرفع الإثم عن الساهي والجاهل فحسب، لما كان له معنى حينئذ ؛ لأن كل عبادة واجبة يتركها الإنسان، نسيانًا أو جهلاً، فإنه لا إثم عليه بتركها، وإن كان مطالبًا بتعويض ما أخلَّ فيه وقصَّر بحسب كل عبادة ؛ بخلاف العامد، فإنه مع مطالبته بتعويض الخلل والنقص، يلحقه الإثم لتركه الواجب أو الركن عمدًا .

فإذا تبيَّن هذا، علمنا أن قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج ) لا يفيد فقط رفع الإثم عمّن أخلَّ بترتيب أعمال يوم النحر، سهوًا أو جهلاً ؛ إذ إن هذا معلوم في مبادئ الشريعة، كما أنه غير مختص بأعمال يوم النحر، بل يشمل كل من أخلَّ بعمل من أعمال الحج سهوًا أو جهلاً، فلا إثم عليه، وإن كان يجب عليه تدارك ذلك الخلل الحاصل، بحسب ما جاء في الشريعة، كما سبق .

وإذا كان الأمر كذلك، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج ) يفيد أمرًا زائدًا على مجرد رفع الإثم، وهو رفع ما يترتب على الإخلال بترتيب أعمال يوم النحر ؛ فلا يجب على من أخلَّ بترتيب أعمال ذلك اليوم فدية أو بدل أو غير ذلك، وإذا لم يلزم من الإخلال بهذا الترتيب شيء، فإنه يستوي فيه العامد والساهي والجاهل ؛ لأن الترتيب لو كان واجبًا لكان من باب المأمورات الشرعية التي لا تسقط بالنسيان أو الجهل. وبه يُعلم أن الحديث دالٌ على سنية الترتيب في أعمال يوم النحر، وأن الأفضل الإتيان بها وفق الترتيب النبوي، ولا يلزم في ترك هذا الترتيب شيء .

أما ما جاء في بعض الروايات من كون السائل كان جاهلاً بأحكام الحج، فإن هذا لا يفيد أن رفع الحرج خاص بحالة الجهل ؛ لأن وصف السائل بالجهل إنما كان لبيان الواقع الذي حصل فيه السؤال، وهو لا يفيد تقييد الحكم وقصره على تلك الحالة دون غيرها .

ومهما يكن من أمر، فإن هذا الحديث برواياته المختلفة والمتعددة، يُعدُّ أصلاً في فقه أحكام الحج عمومًا، كما يعد دليلاً قويًا في تصحيح كثير من أعمال الحج التي تعرض وتطرأ لحجَّاج بيت الله الحرام خصوصًا ؛ ففي الحديث فسحة وسعة من الأمر، وهو مما يدل على يُسر هذه الشريعة، وقصدها رفع الحرج عن العباد. وصدق الله إذ يقول في محكم تنـزيله: { وما جعل عليكم في الدين من حرج } (الحج:87) .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:27




الحج المبرور


روى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء

إلا الجنة ) .

وفي رواية الترمذي : ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .

وروى أصحاب السنن إلا أبا داود : ( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب ) والكِير: الزِّق الذي ينفخ فيه الحداد ؛ ومنه الحديث: ( المدينة كالكِير تَنفي خَبَثها ويَنْصع طِيبُها ) متفق عليه .

دلالة الأحاديث

قال أهل العلم: ( الحج المبرور ) هو الذى لا يخالطه شيء من المأثم ؛ وقيل: ( المبرور ) المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون ( المبرور ) من البِّر، والبِّر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون ( المبرور ) بمعنى الصادق الخالص لله تعالى .

قال القرطبي : الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى، وهي أنه الحج الذي وفِّيت أحكامه، ووقع موقعًا لما طُلب من المكلف على الوجه الأكمل .

ووقع عند أحمد وغيره، من حديث جابر مرفوعًا: ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) قيل يا رسول الله: ما بر الحج ؟ قال: ( إطعام الطعام، وإفشاء السلام ) ففي هذا الحديث تفسير للمراد بـ ( الحج المبرور ) .

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) هذا يدل على فضيلة العمرة، واستحباب الاستكثار منها، وأن العمرة مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين .

وقد احتج جمهور أهل العلم بهذا الحديث على استحباب تكرار العمرة. وقالوا بناء على هذا: إن جميع السنة وقت للعمرة ؛ فتصح في كل وقت، إلا في حق من هو متلبس بأعمال الحج، فلا يصح اعتماره حتى يفرغ من الحج .

ثم إن جماعة من أهل العلم ذهبوا إلى أن العمرة واجبة على المكلف في العمر مرة، كالحج ؛ وممن قال بهذا: عمر و ابن عمر و ابن باس و طاوس و عطاء و ابن المسيب و سعيد بن زبير و أحمد و داود ، وغيرهم. وذهب مالك و أبو حنيفة إلى أنها سنة، وليست واجبة .

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما ) أي: من الذنوب، دون الكبائر، كما في قوله: ( الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما، ما لم تغش الكبائر ) رواه ابن ماجه .

قال ابن حجر في "فتح الباري": واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة، مع أن اجتناب الكبائر يكفر، فماذا تكفر العمرة ؟ والجواب أن تكفير العمرة مقيد بزمنها، وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد، فتغايرا من هذه الحيثية .

وأفاد قوله عليه الصلاة والسلام: ( فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ) أن المتابعة بين الحج والعمرة من مسببات الغنى ؛ فمع أن العبد ينفق المال الكثير من أجل حجه واعتماره، غير أن الله سبحانه يعوضه خيرًا مما بذل لأجل طاعته، قال تعالى: { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } (سبأ:39) .

ونختم مقالنا بما روي عن عمر رضي الله عنه أنه نظر إلى ركب عائدين من الحج، فقال: لو يعلم الركب ما ينقلبون به من الفضل بعد المغفرة لاتكلوا، ولكن ليستأنفوا العمل. وهذا يدل على أنه يجب على الحاج ألا يركن إلى عمله، وما وفقه الله إليه من الطاعات والقربات في حجه، بل عليه أن يستمر ويواظب على فعل الطاعات والقربات، إلى أن يلقى الله سبحانه، قال تعالى: { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } (الحجر:99) .
من موقع الشبكة الاسلامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om-zaharat

في رحاب أحاديث الحج Stars10
om-zaharat

الأوسمة الأوسمة : في رحاب أحاديث الحج W8

في رحاب أحاديث الحج 60001010

في رحاب أحاديث الحج Panere10

مُساهمةموضوع: رد: في رحاب أحاديث الحج   في رحاب أحاديث الحج Rose1028/10/2009, 12:29




أحاديث صحيحة في الحج


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة ) رواه ابن

ماجه .

**

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ) رواه ابن ماجه .

**

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا ؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا ؟ قال حج مبرور ) متفق عليه .

**

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد، قال: ( لا، لكنَّ أفضل الجهاد حج مبرور ) رواه البخاري .

**

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) متفق عليه.

**

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ) رواه مسلم .

**

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه.

**

عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ) رواه ابن ماجه .

**

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا ) رواه الترمذي .

**

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( جاءني جبريل فقال: يا محمد مُرْ أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج ) رواه ابن ماجه و ابن خزيمة في صحيحه و الحاكم ، وقال صحيح الإسناد.

**

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الأعمال أفضل ؟ قال: ( العج والثج ) رواه الترمذي وابن ماجة ومعنى العج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر البدن.

**

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة ) رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن.

وقوله: ( من طاف بهذا البيت أسبوعا ) أي: سبعة أشواط .

**

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مسحهما - مسح الحجر والركن اليماني - كفارة الخطايا ) رواه الترمذي .

**

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسانا ينطق به يشهد على من استلمه بحق ) رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني.

**

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشدُّ بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ) رواه الترمذي ، وقال: حديث صحيح.

**

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله تعالى طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ) رواه الترمذي وغيره.

**

عن بلال بن رباح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع: ( يا بلال أَسْكِت الناس أو أنصت الناس. ثم قال: إن الله تطاول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله ) رواه ابن ماجه ؛ و" غداة جمع" أي: صبيحة مزدلفة، ومعنى "تطاول" أي: تفضل.

**

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رحم الله المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: رحم الله المحلقين . قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: رحم الله المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: والمقصرين ) متفق عليه.

**

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ماء زمزم لما شرب له ) رواه أحمد و ابن ماجه .
من موقع الشبكة الاسلامية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

في رحاب أحاديث الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» موضوع عن الحج
» الحج ومناسكه
» مساجات الحج
» الحج قبل الإسلام
» فلاشات الحج
صفحة 1 من اصل 1

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بيت الزهرات :: 
في رحاب الله
 :: زهرات مؤمنات :: أركان الحج
-
انتقل الى:  
بيت الزهرات
 
RSS
 
 Yahoo!  Google Reader  MSN  AOL hitstatus NewsGator  Rojo   Bloglines
 

 
Powered by phpBB®zaharat.forumactif.comحقوق الطبع والنشر©2011- 2009
منتديات بيت الزهرات لكل مسلمة محبة  لدينها  وأمتها  وهي على مذهب أهل السنة ولن نقبل اي موضوع يثيرالفتنة أو يخالف الشريعة