بيت الزهرات
 القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده Vmkury10
بيت الزهرات
 القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده Vmkury10
بيت الزهرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هنا أخوة في الله على طاعة الله و رسوله تجمعنا وبالحب في الله تعارفنا بأقلامنا وأفكارنا ننثر ورود الإيمان بين احضان واقسام بيت الزهرات أين نلتقي وعلى دروب الخير نرتقي فكوني أختي زهرة بين زهرات باقتنا الجميلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  دخولدخول  

شاطر | 
 

  القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام سلمان
مشرفة بيتك عالمك الخاص
مشرفة بيتك عالمك الخاص
ام سلمان

الأوسمة الأوسمة :  القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده W8

 القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده Xf695310

 القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده 7gm12210
 القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده Panere10

مُساهمةموضوع: القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده    القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده Rose108/1/2012, 20:40

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

علوم القرآن الكريم

القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



القرآن الكريم: هو كلام الله ـ تعالى ـ المنزل على نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، المعجز بأقصر سورة منه.

ولفظ "القرآن" في الأصل كالقراءة، مصدر قرأ قراءة وقرآنا، قال تعالي:

[{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ "16" إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ "17" فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ "18" ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } (سورة القيامة: الآيات من 16 ـ 19)]

أي: لا تتعجل ـ أيها الرسول الكريم ـ بقراءة القرآن الكريم عندما تسمعه من أمين وحينا جبريل ـ عليه السلام ـ، بل تريث وتمهل حتى ينتهي من قراءته، ثم اقرأ من بعده، فإننا قد تكفلنا بجمعه في صدرك، وبقراءته عليك عن طريق وحينا.

ومادام الأمر كذلك: فمتى قرأ عليك جبريل القرآن فاتبع قراءته ولا تسبقه بها، ثم إن علينا بعد ذلك بيان ما خفي عليك منه، وتوضيح ما خفي عليك من معانيه.

فلفظ قرآن في هذه الآيات بمعنى القراءة، التي هي ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل.

وهو مصدر على وزن "فعلان" كالغفران والشكران، تقول: قرأ فلان الشيء قراءة وقرآنا بمعنى واحد.

وقد خص القرآن، بمعنى الكلام المقروء ـ بالكتاب المنزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فصار كالعلم الشخصي له.

ويطلق هذا اللفظ على جميع سور القرآن الكريم وآياته، كما يطلق على كل آية وسورة منه، فإذا سمعت من يتلو آية أو سورة منه، صح لك أن تقول سمعت قرآنا، أو قرأت قرآنا ..

قال تعالى ـ:

{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ ـ أي بعضه ـ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الأعراف: الآية:204)]وللقرآن الكريم أسماء كثيرة منها:

لفظ "القرآن": كما في قوله تعالى ـ:

[{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } (سورة الإسراء: الآية 9)]ولفظ "الكتاب" كما في قوله ـ سبحانه ـ:

{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } (سورة إبراهيم: الآية 1)]

ولفظ "الفرقان" كما في قوله ـ عز وجل ـ:

[{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ .. } (سورة الفرقان: الآية 1)]

ولفظ "الذكر" كما في قوله ـ تعالى ـ:

{وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } (سورة الأنبياء: الآية: 50)]

ولفظ "التنزيل" كما في قوله ـ سبحانه:

[{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (سورة الشعراء: الآية 192)]

كذلك للقرآن الكريم أوصاف كثيرة، منها: وصفه بأنه "نور". قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا } (سورة النساء: الآية 174)]

ووصفه بأنه "هدى" و"شفاء" و"رحمة" و"موعظة"، نرى ذلك واضحا في قوله تعالى:

[{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (سورة يونس: الآية 57)]

ووصفه بأنه "مجيد" قال تعالى:
[{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ "21" فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ "22"} (سورة البروج: الآية 21،22)

ووصفه بأنه "مبارك". كما في قوله عز وجل:

[{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } (سورة الأنعام: الآية 92)]

ووصفه بأنه "مبين"، قال تعالى:

[{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } (سورة المائدة: الآية 15)]

إلى غير ذلك من الصفات الجليلة، والنعوت السامية التي وصف الله تعالى بها هذا القرآن.

أما لفظ "علوم القرآن"، فالمقصود به: العلوم التي تخدم القرآن الكريم، من حيث معرفة أول ما نزل منه وآخر ما نزل، ومن حيث معرفة ما نزل منه قبل الهجرة وما نزل منه بعد الهجرة، ومن حيث معرفة أسباب نزول بعض آياته، ومن حيث معرفة جمعه وترتيبه وعدد آياته، وسوره، ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، وإعجازه، وأمثاله، وأقسامه، وجدله، وقصصه، وتفسيره .. إلى غير ذلك من العلوم التي تتعلق بالقرآن الكريم.

وقد ألف كثير من العلماء ـ قديما وحديثا ـ مباحث متعددة في علوم القرآن، فمن العلماء القدامى الذين ألفوا في علومالقرآن: الإمام بدر الدين الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ، وقد سماه: "البرهان في علوم القرآن"، وقد تم طبعه في أربعة مجلدات، وتنازل فيه الإمام الزركشي كثيرا من مسائل علوم القرآن.

ومنهم الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ، وكتابه "الإتقان في علوم القرآن" يعد على رأس المؤلفات الجامعة التي ألفت في هذا الفن.

ومن العلماء المحدثين الذين ألفوا في علوم القرآن الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ـ رحمه الله ـ فقد كتب كتابا جامعا في هذا الفن بعنوان: "مناهل العرفان في علوم القرآن: وقد كتبه فضيلته بعبارة أدبيه بليغة، وبأسلوب علمي محرر، فرحمة الله عليه رحمة واسعة.

أما المقاصد التي من أجلها أنزل الله تعالى ـ القرآن الكريم على قلب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهي مقاصد سامية، ولأهداف عالية، ولغايات نبيلة من أهمها ما يأتي:

أن يكون هداية للناس ـ بل للإنس والجن ـ في كل زمان ومكان .. ومن الآيات القرآنية التي وصف الله تعالى بها كتابه، بأنه هداية للناس إلى ما يسعدهم في حياتهم وبعد مماتهم، قوله تعالى:

[{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } (سورة البقرة: الآية 2)]

أي: ذلك الكتاب وهو القرآن الكريم، ليس محلا لأن يرتاب عاقل في كونه من عند الله تعالى، وقد أنزله سبحانه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هداية وإرشادا للمتقين، الذين يجتنبون كل مكروه من قول أو فعل.

والمراد بكونه هداية للمتقين، مع أنه هداية لهم ولغيرهم، لأنهم هم المنتفعون به دون سواهم، كما قال سبحانه:

{قُلْ هُوَ ـ أي: القرآن ـ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } (سورة فصلت: الآية 44)]

ومن الآيات القرآنية التي وصفت القرآن بأنه هداية للجن أيضا قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا "1" يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا "2"} (سورة الجن: الآية 1،2)]

وإنما كانت هداية القرآن الكريم للإنس والجن، لأن الرسول الذي نزل عليه هذا القرآن، هو محمد صلى الله عليه وسلم كانت رسالته إلى الثقلين، ويشهد لذلك قوله تعالى:

[{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (سورة الأنبياء: الآية 107)]

أي: وما أرسلناك أيها الرسول الكريم بهذا الدين الحنيف، وهو دين الإسلام، إلا من أجل أن تكون رحمة للعالمين من الإنس والجن.

وذلك لأننا قد أرسلناك بما يسعدهم في حياتهم وبعد مماتهم متى اتبعوك، واستجابوا لما كلفتهم به، وأطاعوك فيما تأمرهم به أو تنهاهم عنه.

وفي الحديث الشريف:

إنما أنا رحمة مهداه


فرسالته صلى الله عليه وسلم رحمة في ذاتها، ولكن هذه الرحمة انتفع بها من استجاب لدعوتها، أما من أعرض عنها فهو الذي ضيع على نفسه فرصة الانتفاع.

قال صاحب الكشاف: أرسل الله رسوله رحمة للعالمين، لأنه جاءهم بما يسعدهم أن اتبعوه، ومن خالف ولم يتبع فإنما جني على نفسه، ومثاله: أن يفجر الله عينا عذبة، فينتفع بها العقلاء، ولا ينتفع بها الجهلاء.." (تفسير الكشاف بتصرف: ص3 ص138)

وتمتاز هداية القرآن إلى جانب عمومها، بكمالها ويسرها؛أما كمالها فتراه في أحاكمها وتشريعاتها آدابها، التي انتظمت كل ما يحتاج إليه الناس في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، وسلوكهم .. وصدق الله إذ يقول:

[{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. } (سورة المائدة: الآية 3)]

وأما يسرها فحدث عنه ولا حرج، فهي لم تكلف الناس إلا بما هو في مقدورهم وطاقتهم، والآيات القرآنية التي وضحت هذا المعنى وقررته كثيرة، منها قوله تعالى:

[{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا .. } (سورة البقرة: الآية 286)] وقوله سبحانه:

[{يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } (سورة البقرة: الآية 185)]] وقوله عز وجل:

[{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .. } (سورة الحج: الآية 78)]

وقوله تعالى:

[{يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا } (سورة النساء: الآية 28)]

أما المقصد الثاني الذي من أجله أنزل الله تعالى القرآن الكريم، فهو أن يكون معجزة خالدة باقية، دالة دلالة قاطعة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه. فقد جاء رسول الله عليه السلام إلى الناس وقال لهم: أني رسول الله إليكم جميعا، والدليل على صدقي أن الله تعالى قد أنزل علي هذا القرآن ليكون معجزة لي، فإن كنتم في شك من أمري، فهاتوا وأنتم أرباب البلاغة والفصاحة مثله، فعجزوا وانقلبوا صاغرين!!
قال تعالى:

[{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ } (سورة الطور: الآية 34)] ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثل سورة القرآن، فما استطاعوا قال تعالى:

[{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (سورة هود: الآية 13)]

أي: أيقول لك أيها الرسول الكريم هؤلاء المشركون، أنك افتريت هذا القرآن، واخترعته من عند نفسك، قل لهم على سبيل التوبيخ والتحدي: أن كان الأمر كما تزعمون، فأنا واحد منكم، وبشر مثلكم، فهاتوا أنتم عشر سور من عند أنفسكم، تشبه هذا القرآن في حسن نظمه، وبلاغة أسلوبه، وادعوا لمعاونتكم في ذلك من شئتم من أعوانكم، أن كنتم صادقين في زعمكم أني قد افتريت هذا القرآن، ولم آت به من عند الله عز وجل ..

ثم أرخى لهم الزمام أكثر وأكثر، فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثل سور القرآن التي تبلغ أربع عشرة سورة فوق المائة.

قال تعالى:

[{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (سورة يونس: الآية 38)]

أي: أن هؤلاء الكافرين قد قالوا لك يا محمد أنك قد افتريت هذا القرآن، وألفته من عند نفسك، وليس هو من عند الله تعالى.

قل لهم على سبيل التبكيت والتعجيز: أن كان الأمر كما زعمتم، من أني أنا الذي ألفت هذا القرآن، فأتوا أنتم يا بلغاء العرب بسورة واحدة مثل سور القرآن، في الهداية والبلاغة وقوة التأثير، وقد أبحت لكم أن تستعينوا بكل من هو على شاكلتكم في الكفر والضلال، أن كنتم صادقين في دعواكم أن هذا القرآن ليس من عند الله تعالى.

وشبيه بهذه الآية الكريمة في التحدي قوله تعالى:

[{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "23" فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } (سورة البقرة: الآيتان 23، 24)

والمعنى: أن ارتبتم ـ أيها المشركون ـ في شأن هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأتوا أنتم بسورة من مثل هذا القرآن في سمو الرتبة، وعلو الطبقة، واستعينوا على ذلك بآلهتكم، وبكل من تتوقعون منه العون، ليساعدكم في مهمتكم، أو ليشهدوا لكم أنكم أتيتم بسورة تماثل سورة من القرآن؛وإن كنتم صادقين في مزاعمكم فأنا أتحداكم أن تأتوا بسورة من مثله .. وفي هذه الآية الكريمة إثارة لحماستهم، إذ عرض سبحانه بعدم صدقهم، فتتوفر دواعيهم على المعارضة التي زعموا أنهم أهل لها.

ثم يبين سبحانه أنهم لن يستطيعوا ذلك فقال: فإن لم تفعلوا، أي فإن لم تستطيعوا الإتيان بسورة من مثل القرآن، ولن تستطيعوا ذلك مطلقا، فاتركوا العناد، وآمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم واتقوا النار التي ستدخلونها بسبب إصراركم على كفركم، تلك النار التي أعدها الله تعالى لكل من أعرض عن دعوة الحق.

وفي هذه الآية الكريمة معجزة من نوع الإخبار بالغيب، إذ لم تقع المعارضة ولا الإتيان بسورة من مثل سور القرآن لا من المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا من غيرهم ممن أتى بعدهم إلى يومنا هذا.

قال صاحب كتاب الكشاف رحمه الله: فإن قلت: من أين لك إنه إخبار بالغيب على ما هو عليه حتى يكون معجزة؟

قلت: لأنهم لو عارضوه بشيء، لم يمتنع أن يتواصفه الناس، ويتناقلوه، إذ خفاء مثله فيما عليه مبنى العادة محال، لاسيما والطاعنون فيه ـ أي: في القرآن ـ أكثف عددا من الذابين عنه، فحين لم ينقل علم أنه إخبار بالغيب على ما هو به، فكان معجزة" (تفسير الكشاف: ص1 ص102).

أما المقصد الثالث الذي من أجله أنزل الله تعالى هذا القرآن، فهو أن يتقرب الناس إليه سبحانه بتلاوته، وبالاستماع إليه، وبتدبير معانيه. ولقد جاءت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، بالبشارات المتعددة للذين يقرأون القرآن الكريم، أو يستمعون إليه بخشوع وتأمل.

أما الآيات القرآنية فمنها قوله تعالى:

[{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } (سورة فاطر: الآية 29)]
ومنها قوله عز وجل:

[{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الأعراف: الآية 204)]]

وأما الأحاديث النبوية التي وردت في فضل قراءة القرآن، وفي عظم ثواب من يفعل ذلك فهي كثيرة، ومنها:

ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي إمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".

وأخرجه البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ـ أي: مجيد لتلاوته ـ مع السفرة الكرام البررة ـ أي: مع الملائكة المقربين في الدرجة ـ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه ـ أي: ويتردد في قراءته ـ وهو عليه شاق، له أجران عند الله"

وأخرجه الإمام الترمذي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفا من كتاب الله، فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".

هذه أهم المقاصد والأغراض التي من أجلها أنزل الله القرآن الكريم، وهناك مقاصد أخرى لا مجال لذكرها هنا، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

القرآن أسماؤه وعلومه ومقاصده

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» كي لا تنسى القرآن
» كيف نعيش مع القرآن
» هل أنت مؤدبٌ مع القرآن
» السكينة في القرآن
»  حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب
صفحة 1 من اصل 1

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بيت الزهرات :: 
في رحاب الله
 :: القرآن الكريم
-
انتقل الى:  
بيت الزهرات
 
RSS
 
 Yahoo!  Google Reader  MSN  AOL hitstatus NewsGator  Rojo   Bloglines
 

 
Powered by phpBB®zaharat.forumactif.comحقوق الطبع والنشر©2011- 2009
منتديات بيت الزهرات لكل مسلمة محبة  لدينها  وأمتها  وهي على مذهب أهل السنة ولن نقبل اي موضوع يثيرالفتنة أو يخالف الشريعة