السيدة محرزية العبيدي أول امرأة تونسية عربية ترأس المجلس التأسيسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولدت السيدة محرزية العبيدي معيزة ( حركة النهضة ) التي انتخبت نائبة أولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي في 17 ديسمبر 1963.
وهي خريجة دار المعلمين العليا بسوسة والمعهد الأعلى للتراجمة والمترجمين بالسربون/ باريس اختصاص ترجمة اقتصادية وقانونية. كما أنها محرزة على ماجستير في الترجمة الاقتصادية وشهادة دراسات معمقة في كل من الأدب الانقليزي والدراسات المسرحية.
وتدرس السيدة محرزية العبيدي معيزة الترجمة في المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية سان دوني باريس وهي كاتبة ومحاضرة في الشأن التربوي في المجتمعات متعددة الثقافات وكذلك في شأن المرأة والدين والمجتمع.
وترأس السيدة العبيدي الشبكة العالمية " نساء مؤمنات من أجل السلام " وهي منظمة لها صفة استشارية لدى مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالمرأة والتنمية والسلام.
كما أنها عضو بالمجلس الأوروبي للشخصيات المدنية والدينية للسلام ونائبة للتونسيين بالخارج ( دائرة فرنسا 1 ) عن حزب حركة النهضة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حوار مع السيدة محرزية العبيدي
محرزية العبيدي: لا غرابة أن تكون تونس البلد العربي الأول الذي تلتقي فيه أصالتها بالديمقراطية بعد التحية نهنئك لانتخابك كنائبة أولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي
محرزية العبيدي: شكرا، أسعى أن أكون في مستوى تطلعات الشعب التونسي وسأخدمه مهما كان موقعي.
كيف عشتي أول يوم في مجلس النواب ؟
محرزية العبيدي: ككل التونسيين و كزملائي وزميلاتي أعضاء المجلس التأسيسي، كان يوما مليئا بأحاسيس الفخر والانتماء لهذا الشعب و لكن مع الإحساس بالمسؤولية.
ما تقييمك للمداولات والنقاشات التي صارت في الأيام الأولى للمجلس ؟
محرزية العبيدي: لا ننسى أننا في أول خطواتنا في الديمقراطية، كانت جلسة حية وهناك تعابير مختلفة واحتجاج ولكنها عفوية كعفوية الشعب التونسي. و أعود لمسألة قراءة قائمة شهداء الثورة والتي كانت بادرة جيدة وأعيد بالمناسبة اعتذاري لكل فرد من الشعب لعدم ذكر كل الأسماء خاصة شهداء القصرين وشهداء تالة ونلتزم بإعداد قائمة تامة و تعليقها هنا في مجلس النواب.
لا يخفى عليك أن الشارع التونسي يشهد تجاذبات عدة، وكل فئة عندها مطالب من المجلس التأسيسي وأولويات. كيف يمكن أن نكتب الدستور يوفق ويترجم هذه الاختلافات ؟
محرزية العبيدي: عند دخولنا للبرلمان رأينا المواطنين أمام المجلس و شخصيا أنا اطمأننت لأن الشعب حي ويطالب ويقظ و يذكرنا بمطالبه. الاختلاف أمر طبيعي وهذا التنوع موجود داخل المجلس من خلال النواب، و الذي سيحدث هو حوار مسؤول سنصغي له. و من ناحيتي كل صوت كل احتجاج كل مطلب يجب أن يأخذ صداه داخل المجلس و في حواراته.
أين تأثير المعارضة و قد شكل ائتلاف قوي داخل المجلس ؟
محرزية العبيدي: حسب تجربتي دور المعارض هام في عمل اللجان وفي المضمون. والمعارضة كقوة اقتراح. ولكن لا ننسى مهمتنا الأولى وهي كتابة الدستور. لذلك يجب أن نصل إلى التوافق من أجل مصلحة تونس نتيجة لحوار بناء و مسؤول.
الشعب التونسي اكتشفك يوم انعقاد المجلي التأسيسي فمن هي محرزية العبيدي ؟
محرزية العبيدي: هذا عادي جدا لأنه منذ 23 سنة لا يسمع في هذا البلد إلا صوت واحد. أنا مرشحة حركة النهضة عن التونسيين في الخارج، لذا أنا معروفة أكثر في فرنسا، نشاطاتي كانت أكثرها اجتماعية وثقافية و حقوقية في علاقة المرأة بالمجتمع، بالدين وبالحداثة.
أتصور أن ممارستي للحوار مع الآخر أيا كان، في الرأي في العقيدة...هي دربة تعودت عليها ستعينني في مهامي كنائبة أولى.
ماهي أولوية محرزية العبيدي داخل المجلس ؟
محرزية العبيدي: هي أولوية التونسي الذي يريد أن يرى نوابه يستمعون لبعضهم ويتناقشون باحترام و يبنون تقاليد الممارسة الديمقراطية. أولويتي هي كيف أساهم في تسهيل هذه الممارس.
لأول مرة في العالم العربي نجد حزب ذو مرجعية إسلامية يصل إلى السلطة بطريقة ديمقراطية ويشكل الأغلبية وهذا يضعكم أمام مسؤوليات كبيرة من أجل إنجاح أول تجربة ديمقراطية و يقودها تيار إسلامي ، يعني لو نجحت التجربة سيقال هذا بفضل كل الأحزاب السياسية ولو فشلت، لا قدر الله، ربما سيقال السبب هو حركة النهضة، أنتم ستتحملون المسؤولية أكثر من غيركم !
محرزية العبيدي: هذا البلد الصغير بحجمه كان دائما سباقا. في تاريخنا، تونس أول بلد عربي ألغى العبودية وأول بلد وضع دستورا وبلدنا رائد في مساهمة المرأة في تطوير القانون مثلا...
فهذا الأمر ليس غريبا، ولا غرابة أيضا أن تكون تونس البلد الأول الذي تلتقي فيه أصالتها العربية الإسلامية بالديمقراطية وبالتعايش بالإثراء المتبادل بين التجربة الإنسانية عامة والتجربة الحضارية الإسلامية.
أعي مع بقية زملائي أن الرهان كبير و ثقل المسؤولية عظيم، ولكن الإرادة موجودة وستلتقي لإنجاح التجربة.
والنهضة من منطلق موقعها كحزب الأغلبية يتحمل مسؤوليته كاملة و يأخذ بأسباب النجاح و هذا مبعث تفاؤلنا أيضا.
ونستبشر خيرا بقدرتنا للعمل مع بعض.
مبروك لتونس لهذه السيدة الفاضلة