قال تعالي *ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا*
بسم الله الرحمن الرحيم
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا
أخذ المبشرون آيتين من القرآن الكريم وزعموا أن الإسلام يعترف بنظام الطبقات:
والله فضل بعضكم على بعض في الرزق..
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا
ومعنى الآية الأولى يثبت الأمر الواقع في أنحاء كرتنا الأرضية ، وهو أن الناس متفاوتون في المراتب والأرزاق
والتفضيل بالرزق
يسبقه السعي والكد منذ الطفولة ،فرفعة الدرجات ليست حظا أو مصادفة ،كماتوضح ذلك الآيات التالية:
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ولكل درجات مماعملوا وماربك بغافل عما يعملون
ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لايظلمون
أما كلمة سخرية في ( الآية 32 ) الزخرف ، فليس معناها الإستهزاء والدونية والإحتقار ،وليس المقصود بالتسخير استعلاء طبقة على طبقة،أو استعلاء فرد على فرد،بل إن البشر مسخر بعضهم لبعض،ودولاب الحياة يدور بالجميع
ويسخر بعضهم لبعض في كل وضع وفي كل ظرف..
فالعامل مسخر للمهندس ومسخر لصاحب العامل
والمهندس مسخر للعامل ولصاحب العمل
وصاحب العمل مسخر للمهندس وللعامل على السواء.
جاء في صفوة التفاسير :3 _ 156 :ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ( أي ليكون كل منهم مسخرا للآخر ) ،ويخدم بعضهم بعضا،لينتظم أمر الحياة ،قال الصاوي: 4 _ 48 ،إن القصد من جعل الناس متفاوتين في الرزق،لينتفع بعضهم ببعض ،
ولوكانوا سواء في جميع الأحوال لم يخدم أحد أحدا،فيفضي إلى خراب العالم وفساد نظامه.
وقال أبو حيان:وقوله تعالى (سخريا ) بضم السين من التسخير بمعنى الإستخدام،لامن السخرية بمعنى الهزء، والحكمة هي أن يرتفق بعضهم ببعض ،ويصلوا إلى منافعهم،ولو تولى كل واحد جميع أشغاله بنفسه ما أطاق ذلك.تفسير البحر المحيط:8 _ 13.
وكل الخلق مسخرون للخلافة في الأرض بهذا التفاوت في المواهب والاستعدادات ،والتفاوت في الأعمال والأرزاق.تفسيرالظلال 7 _ 330.
هذا ناموس الحياة ،سنة ثابتة من سنن الحياة أن يكون الجميع مسخرين لبعض دون استعلاء واحتقار، وهذا ماعناه الإسلام في سخرية لا أكثر ولا أقل ….
انا اول مره اعرف التفسير الصحيح ايضا سبحان الله كنت اضن ان القصد به السخريه
ارجو ان تعم الافاده