السلام عليكم
أخواننا الكرام، الحظوظ؛ المال حظ، الوسامة حظ، الذكاء حظ، يكون عندك زوجة جيدة جداً حظ، عندك أولاد أبرار حظ، لك سمعة طيبة حظ، هذا أنا أسميه حظوظ، الحظوظ ثابتة الذي معه مئة مليون مئة مليون، الذي معه ألف ألف، المشكلة في منعكسات الحظوظ، أحياناً إنسان بالمنفردة وهو راضٍ عن الله، والله لا أبالغ في جنة، أنا لا أتكلم من فراغ، حدثني أناسٌ كثيرون في جنة، وبقصر منيف في وحشة، البطولة منعكس ما عندك، قد يكون ما عندك شيء بسيط، لكن منعكسه رضا عن الله.
لذلك أنا ذكرت هذا الموضوع لأنه من أشد الموضوعات اتصالاً بسبل الوصول وعلامات القبول، المؤمن راضٍ عن الله، راضٍ عن قضائه وقدره، راضٍ عما فيه، وراضٍ عما ليس فيه، انظر الدعاء ما أدقه:
(( اللَّهمَّ ما رَزَقْتَني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ قُوَّة لي فيما تُحِبُّ، وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ فَرَاغا لي فيما تُحِبُّ ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن يزيد الخطمي ]
أنت أمام أحد أمرين؛ شيءٌ تحبه نلته، وشيء تحبه لم تنله، إن نلته قل: يا رب اجعله في سبيلك، اجعله قوة لي في طاعتك، اجعله عملاً صالحاً ألقاه يوم ألقاك، وإن زويت عني المال ينشأ فراغ ناتج عن قلة المال، الذي عنده أموال طائلة تحتاج إلى وقت لإدارتها، و الذي لا يوجد عنده شيء عنده وقت فراغ كبير، يا رب إن رزقتني مالاً وفيراً اجعله في طاعتك، اجعله عملاً صالحاً أتقرب به إليك، وإن زويت عني المال اجعل الفراغ الناشئ عن قلة المال في سبيلك.
أخواننا الكرام، مرة أخ كريم دعاني إلى أن أزور أخاً في حمص، دخلت إلى بيته رأيته مستلقياً على فراش، قال لي: أنا بهذا الوضع من سبعةٍ وعشرين عاماً، صدقوا ولا أبالغ هذا الأخ الذي ابتلاه الله بهذا البلاء عنده ثقة بالله، وعنده معنويات عالية، وعنده رضا عن الله يفوق الأصحاء، أناسٌ كثيرون زاروه، راض عن الله، مرة زاره عالم قال له: إن شاء الله أنت من أهل الجنة، قال له: أنا في الجنة الآن، الآن في الجنة! حينما ترضى عن الله فأنت في جنة، والساخط يكون معه مئة مليون يقول لك: لا يوجد ربح، ما معنى خسرنا؟ أي نزل ربحه إلى ثلاثين مليوناً وهو ساخط عن الله، هناك ناس بقمة النعم وهم ساخطون، و شخص لا يوجد عنده شيء وهو راض عن الله، الرضا طريق من طرق الوصول إلى الله عز وجل.