الإخلاص في العبادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الأمين و بعد:
قال ! الله تعالى:)
وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة( سورة البينة.
إن الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص شرطاً لقبول الأعمال الصالحة. والإخلاص هو العمل بالطاعة لله وحده. والمخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرآن وغيرها ابتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه.
فالمصلي يجب أن تكون نيته خالصة لله تعالى وحده فقط فلا يصلي ليقول عنه الناس "فلان مصل لا يقطع الفرائض". والصائم يجب أن يكون صيامه لله تعالى وحده فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمزكي والمتصدق وقارئ القرآن ولكل من أراد أن يعمل عمل برٍ وإحسان.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجل سأله بقوله " يا رسولَ الله الرجلُ يبتغي الأجرَ والذكرَ مَالَه" قال " لا شيء له" فسأله الرجل مرة ثانية " الرجل يبتغي الأجر والذكر ماله" قال " لا شيء له" حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتُغي به وجهه" رواه الحاكم. أي أن من نوى بعمل الطاعة الأجرَ من الله والذكرَ من الناس فليس له من الثواب شيء.
قال تعالى:)
مَثَلُ الذين ينفقون أموالَهم في سبيل الله كمثلِ حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء واللهُ واسع عليم(. سورة البقرة.
فالدرهم الذي يدفعه المسلم في الجهاد يضاعفه الله إلى سبعمائة ضعف ويزيد الله لمن يشاء. وهذا الحكم وهو مضاعفة الأجر عام للمصلي والصائم والمزكي والمتصدق وقارئ القرآن والأمر بالمعروف والناهي عن المنكر وغيرهم بشرط الإخلاص لله الذي هو أساس العمل.
أما الرياء فهو العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس. فمن عمِل عَمَلَ طاعةٍ وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكره بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا وبال عليه معصية كبيرة ألا وهي معصية الرياء.
وقد سمّى الرسول عليه الصلاة والسلام الرياءَ الشركَ الأصغر، شبهه بالشرك الأكبر لعظمه. فالرياء ليس شركاً يخرج فاعله من الإسلام بل هو ذنب من اكبر الكبائر.
أخي المسلم، قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:"
إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريلَ إن الله قد أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريلُ ثم ينادي جبريلُ في السماء إن الله قد أحبّ فلاناً فأحبوه فيحبه أهلُ السماء ويُوضع له القبولُ في أهل الأرض" رواه البخاري.
أخي المسلم، بادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة بإخلاصٍ في النية وثباتٍ في العزيمة وإياكَ والرياء فإنه يبطل ثوابَ العمل ويستوجب صاحبه العذاب في النار.
تزود من حياتك للمعاد
وقم لله واجمع خير زاد
ولا تركن إلى الدنيا طويلا
فإن المال يجمع للنفاد
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين