السلام عليكم
الإعجاز النبوى فى الحث على التيامن
إذا كان قد وجد في الطبيعة ما يشير ويدل على وجود التمايز في الجمادات بين اليمين والشمال فإن في الطبيعة أيضا ما يؤكد تقديم جهة اليمين على جهة الشمال
تعالوا نتعرف أولاً ما هو المقصود بالتيامن
التيامن لغة:
هو الابتداء بالأشياء باليد اليمنى،
والتيامن سنة مؤكدة من سنن الإسلام واظب عليها رسولنا الكريم في كل شؤونه، طوال حياته وحثنا على فعلها،
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله"أخرجه البخاري في صحيحه 1/74 برقم : 166
وعن أبي بكر بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر عن جده ابن عمر: رضي الله عنهم جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله أخرجه مسلم في صحيحه 3/1598 برقم: 2020
أما لماذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يحب التيامن في شأنه كله، فهل هو رأيه الشخصي صلى الله عليه وسلم ورغبته الذاتية أم أنه وحي من الله، خاصة وأن الله تعالى أخبرنا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم: 3-4], فقد قيل لأنه كان يحب الفأل الحسن إذ أصحاب اليمين أهل الجنة فتح الباري - ابن حجر 1/269
وقد جاءت السنة المجتمع عليها أن اليمين للأكل والشرب والشمال للاستنجاء، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى باليمين كما نهي أن يؤكل أو يشرب بالشمال وما عدى الأكل والشرب والاستنجاء فبأي يديه فعل الإنسان ذلك فلا حرج عليه إلا أن التيامن أولى لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه في الأمر كله، فينبغي للمؤمن أن يحب ذلك ويرغب فيه ففي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة على كل حال
وفي حديث أدب الأكل والشرب، فلا يجوز لأحد أن يأكل بشماله ولا أن يشرب بشماله لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وفي أمره عليه السلام بالأكل باليمين والشرب بها نهي عن الأكل بالشمال والشرب بها؛ لأن الأمر يقتضي النهي عن جميع أضداده فمن أكل بشماله أو شرب بشماله وهو بالنهي عالم فهو عاص لله ولا يحرم عليه مع ذلك طعامه ذلك ولا شرابه، لأن النهي عن ذلك نهي أدب لا نهي تحريم التمهيد11/113