om-zaharat
الأوسمة :
| موضوع: سمعنا و أطعنا 14/9/2009, 21:05 | |
| إن سعادة الإنسان لا تكون إلا بالعلم والعبادة ، اى العلم والطاعة ، كما علم الله تبارك وتعالى المسلمين في سورة البقرة : (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ). اى تعلمنا العلم واطعنا بالعمل ، فالناس بغير علم قد عرضوا أنفسهم للهلاك ،فإذا علموا صار عليهم أن يعملوا بذلك وإلا هلكوا أيضا بتركهم طاعة الله تعالى في الأعمال ، فإذا أقاموا الأعمال بدون النية والإخلاص فلا قيمة لكل ما سبق ، إذ أن العمل بغير نية إنما هو كد وتعب بلا فائدة ، والنية بغير إخلاص وصدق مع الله هي والعصيان سواء والعياذ بالله . فالله تبارك وتعالى يقول لمن عملوا بهذه الطريقة ـ اى عمل بدون علم ـ (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً) . فلهذا يجب على كل عبد أراد طاعة الله تعالى أن يتعلم حقيقة النية ومعناها ، وهذا واجب على كل عبد وهو فرض عين مثله مثل باقي الفروض كالصلاة والصيام ، ثم يقوم بعد ذلك بالعمل بتلك النية بعد فهمه لمعنى الإخلاص ومن ثم يقبل ذلك العمل ويصبح عند الله عبدا مقبولا . ويعبر عن النية في القران كما قال العلماء أولا بلفظ الإرادة كما في قوله تعالى : (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ) ، وفى قوله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً ) وتأتى أيضا النية في القران بمعنى الابتغاء كما في قوله تعالى :(وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ) ، وفى قوله تعالى :(وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ) ومن ثم فان النية هي التي تحدد مقصود العمل كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم ): ( يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيهِ ) ، وعن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (يبعث الناس على نياتهم ) . اى انه يجازى الناس يوم القيامة بمقصود العمل اى بنية العمل هل هو لوجه الله تعالى أم لغرض أخر ، وقال الحسن البصري (رحمه الله ) (إنما خلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بالنيات ) ، وقد علق الإمام السيوطى على تلك المقولة مفسرا ذلك بان المؤمن يخلد في الجنة لأنه نوى الطاعة لله أبدا فجوزي بالخلود فيها جزاء نيته ، والكافر كان عازما وناويا على الكفر أبدا فجوزي بنيته كذلك ، ويحكى الله لنا عن موقف أهل النار أصحاب النيات الفاسدة حينما يطلبون من الله الرجوع إلى الدنيا لاحسان العمل فيقول تعالى كاشفا نواياهم فقال: (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) اى أنهم لو عادوا إلى الدنيا لاستمروا على فسادهم ونياتهم وهذا يوضح لنا معنى قول النبي (صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الشريف (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فد الجسد كله ألا وهى القلب ) فصلاح أعمال العبد وجوارحه بصلاح قلبه وبطاعته للحق بذلك القلب واستعمال الجوارح في مرضاة الله تبارك وتعالى وبالأخلاق العالية . |
|
أحلام
الأوسمة :
| موضوع: رد: سمعنا و أطعنا 12/11/2009, 13:39 | |
| |
|
sarita80
الأوسمة :
| موضوع: رد: سمعنا و أطعنا 21/11/2009, 16:35 | |
| |
|