ولم يبقَ إلا بابك يا كريم
أحَسّ بضيق في صدره ..
بل آلام تنتشر في صدره .. أنفاسه تتقطع ..
يا إلهي .. ماذا أصابني ( هو يقول )
أنا أقوى من ذلك .. يستحيل أن يهزني موقف كهذا . ( ألستَ بشر ؟؟!!)
نعم لكني لا أهتز لأي موقف
.. أما الآن أخشى ألا أتمالك
نفسي .. لا .. لا ..
بل أنا أقوى من ذلك ..
يا إلهي تشتت ذهني .. لا
أستطيع التركيز ..
روحي تكاد تخرج ..
أواه ... أحس برغبة في البكاء ..
نعم أريد أن أبكي ..
( احذر بل أنت أقوى من ذلك )
نعم أنا أقوى .. لا أحب أن أكون ضعيفا ً
... لكن .. ما العمل ؟؟ هموم
الدنيا كلها في صدري ..
ما العمل .. وأنا أحس كأني
في حفرة عميقة و ضيقة..
الضيق بي وصل أقصاه ...
والهم قيدني وشل عزيمتي ..
أنا حزين بكل ما تحمل الكلمة
من معنى .. لم
أجد ما يفرج كربي ..
سدت جميع الأبواب في وجهي
.. فلا حيلة للخلاص ...
يا إلهي أين ضحكي ..
أين مزاحي .. لا
أستطيع .. لا أستطيع ......
ما أسود الدنيا في عيني ...
حدّث نفسه وقال : دعني
أسترخي قليلا ً ...
تعبت من كثرة التفكير ..
............................
ثم ........... سمع هاتفا ً يقول .....
دعاء الليل .. دعاء الليل .
.. دعاء الليل ..
تنبه لذلك الهاتف .. وقال نعم ..
دعـــااااااااااااء الليل .
. ياااااااااااااا الله !!
لكن .... هل ربي سيفرج كربي ..
. أم سيعاقبني لكثرة ذنوبي ؟؟
عسى ربي أن يستجيب
لي .. ياااااارب ....
انتظر الليل وكأنه على
موعد بشخص لا يعرفه ..
وسيقابله لأول مرة ..
وجاااااااااااااء الليل ...
قام بخطى بطيئة ومليئة بالخوف ..
كثيرة هي الأفكار في رأسه ..
يااااااااا الله ... ها أنا عبدك
الضعيف ألجأ إليك وكلي حياء ً
منك .. أألجأ إليك فقط عند حاجتي ؟!
جر قدمه المثقلة بالحياء من ربه
... توضأ .. ثم استقبل القبلة
وهو مطأطأ الرأس ..
شرع في الصلاة .. والعبرات تخنقه ..
وما أن .......... رفع يديه بالدعاء
.... بدأت الدموع تشق
طريقها على خديه ..
واستمر في البكاء وهو
يدعو بصوت ضعيف ...
لا إله إلا الله العظيم الحليم ..
لا إله إلا الله رب العرش
العظيم لا إله إلا الله رب السموات
ورب الأرض ورب
العرش الكريم .
اللهم أصلح لي ديني الذي هو
عصمة أمري .. وأصلح
دنياي التي
فيها معاشي ..
وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي
.. واجعل الحياة زيادة لي في
كل خير واجعل
الموت
راحة لي من كل شر ..ربي ..
أنت ربي ..
وليس لي رب
سواك ..
ارحم ضعفي ..
وقلة حيلتي ..
وهواني على الناس ..
ربي .. يا من لا يخيب راجيه ..
ارحمني .. وفرج
ما بي من كرب ...
اللهم أنت ربي وأنا عبدك
وابن عبدك وابن أمتك ..
ناصيتي بيدك ..
ماض في ّ حكمك ..
عدل في ّ قضاؤك ..أسألك
بكل اسم هو لك .. سميت به
نفسك .. أو
أنزلته في كتابك ..
أو علمته أحدا ً من خلقك ..
أو استأثرت به في علم الغيب
عندك .. أن تجعل
القرآن العظيم
ربيع قلبي
ونور صدري ..وجلاء همي وحزني ..
اللهم يا مفرج الكرب ..
فرج ما بي من كربة ..
عبدك الضعيف بين يديك ..
لا حول له ولا قوة ..
غلقت الأبواب في وجهه ..
فلم يبقَ إلا بابك يا كريم ..
يا رب إن لم يكن بك
علي غضب فلا أبالي ..
ارحمني .. ليس لي غنى عنك ..
يا رب كل شي ومليكه ..
أنهى صلاته ودعاءه ..
ثم نام بعد أن أجهده البكاء ..
ليستيقظ على صوت
الأذان .. قام فتوضأ
وصلى سنة الفجر ثم ذهب
إلى المسجد فصلى .. وجلس
يستغفر .. إلى أن طلع
نور الفجر
وطلع معه
نور الأمل .. فأضاء له الدنيا
بالبسمة والفرحة ...
هاهي الكربة وقد زالت ..
والهم وقد انزاح عنه ..
أتته البشرى ففرح بها ..
فعلم أن له ربا ً لا غنى للبشرية عنه .
. علم أن له ربا ً قريب
يجيب دعوة الداع ِ إذا دعاه
.. علم أن له ربا ًيقول "
ادعوني
أستجب لكم "
فتوجه إليه بالدعاء ..
اللهم فرج هم كل مهموم ونفس
كرب كل مكروب .. وأبدل
همه وكربه
فرحا ً وسرورا ..
واجعل أيامه سعيدة مليئة بالقرب
منك لينال الرضا والعفو
منك ..
يا أرحم الراحمين ..