om-zaharat
الأوسمة :
| موضوع: حكومة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 27/4/2011, 07:23 | |
| امتدت حكومة عمر بن ثاني الخلفاء الراشدين من 13 هـ إلى 23هـ واتسعت حدودها الجغرافية إلى بلاد ما وراء النهر وإلى الشام ومصر وتمكنت جيوش الخطاب من إزالة الأنظمة المستبدة الفاسدة التي هيمنت على هذه المناطق لقرون من الزمن.
كما تمكنت حكومة عمر بن الخطاب بعد الخروج من حروب الردة من توحيد الموقف السياسي وإزالة التوترات الداخلية وإشاعة الأمن والاستقرار وتقوية الجيش وتطوير قدراته القتالية مما جعله يحرز انتصارات تاريخية على الفرس والروم من خلال معركتي اليرموك والقادسية.
وتعود الأسباب الأساسية لنجاح حكمه إلى استمداده من قيم الإسلام وتطبيق أحكامه والاهتمام بالإنسان كرأس مال، وحمايته في ماله ودمه وعرضه، وتوفير الأمن له والعدالة غير المتحيزة والدفاع عن حقه في العيش الرغيد والتعبير الحر مهما كان جنسه أو لونه أو عرقه أو حسبه ومقامه، قال عمر:" لأن أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب". - خراج أبي يوسف ص233.
الدعائم التي قامت عليها حكومة عمر بن الخطاب
1) التزام الحاكم أمام الشعب: ك ان عمر يلبس ويأكل ويسكن في مثل مستوى شعبه ورعيته ويلزم أهله أولا قبل إلزام الرعية بأي أمرية، قال بن عمر:" كان عمر إذا نهى الناس عن شيء دخل على أهله فقال إني نهيت عن كذا وكذا والناس إنما ينظرون إليكم نظرة الطير إلى اللحم فإذا وقعتم وقعوا وإذا هبتم هابوا وإني والله لا أتى برجل منكم وقع في شيء مما نهيت عنه الناس إلا أضعفت عليه العقوبة "–موسوعة عمر ص 105-
2) مكانة الإنسان في حكومة عمر رضي الله عنه: كان عمر يذهب إلى العوالي كل يوم سبت فإذا وجد عبدا في عمل لا يطيقه وضع عنه منه –الموطأ 2/908 – وكان يعزل الحكام والولاة لمجرد عدم اهتمامهم بالرعية، روى أبو يوسف في الخراج(ص 140)" أنه كان إذا بلغه أن عامله لا يعود مريضا ولا يدخل على الضعيف عزله". وقد قال مرة لعمرو بن العاص "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " في إشارة إلى ظلم ابنه لأحد أفراد الشعب بمصر.
3) الشورى ودعامة الحكم الراشد: كان عمر يستشير أهل الرأي والدراية ويستشير الشباب ويكثر من الشورى ويقلب الأمر على وجوه كثيرة حتى يبرم للمسلمين أمر رشد فيه مصلحتهم. فقد استشار الصحابة في التاريخ ونظام الدواوين وصك العملة والفتوحات والولاة وقضايا الحكم وتطبيقات العدالة، كحد شارب الخمر الذي جعله الصحابة في زمانه 80 جلدة. قال عمر بن الخطاب:" لا خير في أمر أبرم من غير شورى " (عمر بن الخطاب الصلابي ص85)
4) حرمة المال العام وقداسته: في تاريخ الخلفاء ص 143، أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ماله ليطبق عليه في نهاية عهدته "من أين لك هذا "، ولم يكن يسمح لنفسه ولا لأفراد عائلته ولا للولاة بالتفرد بالثروة ولا استعمال أموال الشعب ولا العبث بها وكان ينزل بمن يتعدى الحدود أشد العقوبات ويجرده من كل ممتلكاته ويعزله عن المسؤولية،
5) التفقد المستمر لأحوال الشعب: كان عمر يقول:" والله لو عثرت بغلة بالعراق لخفت أن يسألني الله عنها لماذا لم تسوي لها الطريق ".فكان رضي الله عنه مع تجواله في المدينة ليلا ونهارا فاتحا أبوابه للناس جميعا ومستمعا للشكاوى الوافدة حتى من بلاد بعيدة، كشكوى المصري من عمرو بن العاص حاكم مصر، وبعض الأحكام التي أصدرها عمر كتحديد مدة الجندية كانت بسبب الاستماع إلى آلام النساء والزوجات وهن يتحرقن إلى أزواجهن الموجودين على الثغور.
6) تحرير القضاء من الضغوط: القضاء أداة أساسية في تحقيق العدل واطمئنان الشعوب لنيل الحقوق ودفع المظالم ولذلك حرر عمر ابن الخطاب القضاء من أي ضغط. فبعد اشتراط الكفاءة والعلم والأمانة جعل أرزاقهم مباشرة مفتوحة من بيت مال المسلمين يأخذون ما يشاءون لحاجاتهم. ذكر ابن قدامة في المغني، أن عمر رزق شريحآ في كل شهر 100 درهم، واستعمل زيدا وفرض له رزقا، وكتب إلى معاذ بن جبل وأبي عبيدة حين بعثهما إلى الشام "انظروا رجالا من صالحي من فيكم فاستعملوهم في القضاء و أوسعوا عليهم وارزقوهم واكفوهم من مال الله، ( المغني 9/37).
7) تشجيع التجارة والفلاحة:تنطلق سياسة عمر الاقتصادية من فهم عميق لحديث:
"اليد لعليا خير من اليد السفلى " قال عمر بن الخطاب:"لان أموت بين شعبتي رحلي(حصاني) اضرب في الأرض أبتغي من فضل الله أحب إلي أن أقاتل مجاهدا في سبيل الله"(كنز العمال 4/125) فهو يفضل المغامرة بحثا عن الرزق بدل الجهاد في سبيل الله لأن كرامة المواطن وشعوره بوطنه مرتبط بموقعه الاجتماعي والاقتصادي، وكان عمر لا يقطع أرضا لأحد إلا بشرط عمارتها واستثمارها فإذا لم تظهر الآثار في ثلاث سنوات نزعها منه، ويعطيها لمن هو أولى منه، قال عمر "من كان له ارض فتركها ثلاث سنوات فلم يعمرها فعمرها قوم آخرون فهم أحق بها "( موسوعة عمر، ص 33).
8) مكانة المرأة في حكومة عمر بن الخطاب: كانت المرأة في حكومة عمر تشهد المشاهد كلها ولها أدوارها التعليمية والتربوية والسياسية وكان عمر يستشير الشفاء بنت عبد الله العدوية ويقدمها في الرأي، وولاها الحسبة بالسوق، وجاء في موسوعة عمر ص130 أن سمراء بنت تهبك كانت في زمن عمر تمر بالأسواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وكان يقول "اخطأ عمر وأصابت امرأة ". وكان رضي الله عنه مع ما عرف عنه من شدة الغيرة على نساء المسلمين لا يمنعهن من الخروج وشهود الجمع والجماعات والأسواق وساحات القتال والذهاب إلى التعلم والتفقه.
9) تقريب الإدارة من المواطن: كان عمر كثير الاستماع إلى هموم الناس ويأمر الولاة أن لا يغلقوا أبوابهم، ومن فعل عزله، ونصب القضاة ليرفعوا الظلم عن الناس وتسهل وصول شكاوى الناس إليه بعد كل جمعة وفي كل يوم من غير تحديد موعد للاستقبال.فكان عمر يستقبل التظلمات يوميا وخصوصا بعد صلاة الجمعة، وكان يقول للولاة: "ألا وأني لم أبعثكم أمراء ولا جبارين ولكن بعثتكم أئمة هدى يهتدى بكم "- الموسوعة ص 133 -
10) حماية الحريات والدفاع عن الأقليات:
كان عمر بن الخطاب يفهم دلالات قوله تعالى:" لا إكراه في الدين " فكان في دولته الواسعة يستمتع المسيحيون وغيرهم بحقوقهم من غير ما أذى أو اعتداء بشرط عدم التآمر و الإخلال بعقد الإقامة كما هو حال الاتفاقيات الدولية الحديثة، ولم يكن يوليهم المسؤوليات كاحتراز أمني بسبب ما كان يحدث في تلك الأيام من الفتن والمؤامرات، وعندما فتح بيت المقدس لم يصل في كنيسة القيامة حماية لمعابدهم وكتب لهم العهدة العمرية التي نص فيها على حماية حقوقهم وحرياتهم وعقائدهم من غير ضرر ولا ضرار يعيشون في كنف الدولة الإسلامية في أمن على أرواحهم وممتلكاتهم ولا يزال بعض المسيحيين يحتفظون بنسخة من هذه العهدة العمرية إلى الآن، العدل :لما زار وفد كسرى حكومة عمر بن الخطاب ورآه من غير حراسة ولا جند، مختلطا بشعبه متحسسا لآلامهم ورآه مستلقيا نائما من غير خطر، علم أن عمر حرس حكومته بالعدل وسيجها بالأمن وإيصال الحقوق إلى أصحابها، دامت حكومته رضي الله عنه 10سنوات ما شهد الناس خلالها إلا العدل، المظلوم ينصف والظالم يؤدب ويعاقب مهما كان مقامه ووجاهته ولو كان من بيت عمر بن الخطاب، الأموال توزع بالعدل، والأولوية في المسؤولية لأهل العلم والدراية الموصوفين يتقوى الله والحرص على نفع الشعب، فما أحوجنا في هذا العصر المظلم أن نستضيء بشموع بل بشموس حكومة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتجربة نورانية متميزة في تاريخنا تؤكد أن الشعب إذا احترم الحكام دينه وثقافته ومراجعه وقيمه وعدلوا ميدانيا بعيدا عن الشعارات والخطابات والمهرجانات، فلم يظلموه في دمه أو ماله أو عرضه وحرروه من القيود والاضطهاد وتركوه يستمتع بشمس بلاده وهوائها، حرا في مسئولية يصله حقه، وإن اختلفنا معه ستتمتن علاقة الحاكم بالمحكوم والرئيس بالشعب وعند ذلك نتحدث عن وطن موحد وقوي يستعصي عن المؤامرات الداخلية والخارجية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
للكاتب خضر رابحي
|
|
ام سلمان مشرفة بيتك عالمك الخاص
الأوسمة :
| موضوع: رد: حكومة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 27/4/2011, 17:04 | |
| |
|
ربي اغفرلي مشرفة قسم في رحاب الله
الأوسمة :
| موضوع: رد: حكومة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 16/5/2011, 14:41 | |
| |
|