هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هنا أخوة في الله على طاعة الله و رسوله تجمعنا وبالحب في الله تعارفنا بأقلامنا وأفكارنا ننثر ورود الإيمان بين احضان واقسام بيت الزهرات أين نلتقي وعلى دروب الخير نرتقي فكوني أختي زهرة بين زهرات باقتنا الجميلة
تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس
كاتب الموضوع
رسالة
om-zaharat
الأوسمة :
موضوع: تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس 26/4/2011, 20:30
تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس
القيروان هي أحد أهم المواقع السياحية في تونس الخضراء، هذه المدينة التاريخية تعد رابع حاضرة شيدها العرب الفاتحون بعد تأسيس الكوفة والبصرة بالعراق والفسطاط بمصر، وقد اختار لها وإلي إفريقية وفاتحها الشهير (عقبة بن نافع الفهري) موقعاً يبتعد عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط بقدر ما يقترب من الصحراء، حتى يكون وجيشه بمأمن من خطر هجمات الأسطول البيزنطي على شواطئ شمال إفريقيا، في وقت لم يكن فيه لدى المسلمين من السفن الحربية ما يكفي لدفع هذه الهجمات.
ومن المعروف أن عقبة أقدم على تأسيس في عام 5 هـ/ 67م، لتكون قاعدة ينطلق منها الفاتحون العرب لتمهيد سلطانهم في بلاد المغرب التي دأب أهلها على خلع الطاعة للمسلمين بين الحين والآخر حتى بداية العقد الأخير من القرن الهجري الأول.
وكما هو الدأب عند تشييد الأمصار الإسلامية الأولى، فقد جعل عقبة بن نافع مسجداً للقيروان بوسطها، واستغرق تشييده خمس سنوات كاملة انتهت في عام 55 هـ/ 675م، وذلك لانشغال المسلمين بفتوحاتهم لمعاقل البربر التي استشهد في إحدى معاركها عقبة بن نافع نفسه، وذلك في عام 57 هـ/ 677م.
ويبدو أن المسجد عند تشييده كان مكوناً من ظلة للصلاة مسقوفة بعريش يقوم على جذوع النخل اقتداء بالمسجد النبوي آنذاك، ويتقدم الظلة صحن مكشوف بنفس حجمها، وقد حرص الولاة الذين خلفوا عقبة وتقاطروا على تنفيذ أعمال التجديد والإضافة بهذا الجامع، على الاحتفاظ بهيئته الأولى تلك، فقد جدد فيه الوالي الأموي حسان بن النعمان الغساني (8 هـ/ 669م)، وفيما بين عامي (723 – 727م) قام بشر بن صفوان الكلبي عامل الخليفة هشام بن عبدالملك بتجديدات واسعة بالمسجد، لعل أكثرها أهمية تلك المئذنة الرائعة التي شيدها عند وسط الحائط الشمالي للمسجد، ثم جاء من بعده الوالي العباسي يزيد بن حاتم المهلبي ليقوم بهدم الجامع عدا المحراب والمئذنة ويعيد تشييده على الهيئة التي نراها اليوم تقريباً، وكان ذلك في عام (157 هـ/ 348م).
وما لبث زيادة الله بن الأغلب أن أعاد الكرة ذاتها في سنة221هـ/ 836م، عندما عني بإعادة بناء جامع القيروان وتوسيع ظلاته ليتناسب وموقع الجديد كعاصمة للدولة الأغلبية التي أصبحت تهيمن على إفريقية.
وقد حاول الأمير الأغلب أن يهدم محراب عقبة القديم لانحرافه عن الاتجاه الصحيح للقبلة، لكن فقهاء المالكية اعترضوا على ذلك، ربما تقديراً منهم لدور عقبة بن نافع واستشهاده من أجل نشر الإسلام في هذه الأنحاء، واضطر الأمير زيادة الله الأغلبي في نهاية المطاف إلى القبول بحل وسط، تم بمقتضاه تغطية المحراب القديم بجدار مبني، بحيث لا تظهر معالمه أمام المصلين ويظل قائماً في ذات الوقت، وقام الأمير الأغلبي ببناء جدار جديد للقبلة بوسطه محراب جديد للمسجد، وأنقذ هذا الحل الوسط محراب عقبة بن نافع من الاندثار.
وفي هذه الأعمال المعمارية وضعت الحدود النهائية لجامع القيروان، فصار عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة، أكبرها وأعمقها ظلة القبلة التي كانت تضم وقتذاك 17 بلاطة، وتحمل عقودها 414 عموداً رخامياً.
وفي سنة 248هـ/ 863م، قام الأمير إبراهيم بن أحمد الأغلبي بتعمير الجامع وزيادة مساحته ليصل به إلى أوجه جمال الأثر الذي ترك أثراً لا يمحى على بقية مساجد الشمال الإفريقي..
وجاء استيلاء الفاطميين على قبيل نهاية القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، ليصيب المدينة وجامعها الشهير بشيء غير قليل من الإهمال، إذ تخوف الفاطميون من غضبة أهلها من المالكية ولجئوا إلى إنشاء حواضر جديدة لهم كالمهدية والمنصورية، وهو ما أثر بالسلب على عمران القيروان، ولكن بعد انفصال العز بن باديس عن الفاطميين وعودته إلى المذهب المالكي، قام هذا الأمير بإجراء تجديدات هامة في جامع القيروان، ومن أبرزها المقصورة التي ألحقها به في عام (375هـ/ 985م).
وبعد الغزوات الهلالية المدمرة التي وجهتها الدولة الفاطمية انتقاماً من انفصال ابن باديس، اهتمت الدولة الحفصية بأمر تجديد جامع بأكمله في سنة (693هـ/ 1294م).
ويحتفظ الجامع اليوم بمقاييسه الأولى التي كان عليها أيام إبراهيم الأغلبي الثاني، حيث يبلغ طول جدار القبلة 72 متراً وعمق ظلة القبلة 36 متراً، وتنقسم ظلة القبلة إلى سبعة أروقة موازية لجدار القبلة، أما البلاطات أو عقود الأروقة التي تتعامد على جدار القبلة فيبلغ عددها 17بلاطة، يفصل بينها 16 بائكة مؤلفة من عقود محمولة على أعمدة من الرخام.
ولجدران المسجد من الخارج أكتاف ساندة، وبها ثمانية أبواب موزعة بالتساوي بين الضلعين الشرقي والغربي، ويعلو أحدها قبة وهو المعروف باسم (باب لله رجانا).
والحقيقة أن الجامع كله يكاد من الخارج أن يكون حصناً حربياً، فالجدران عالية سميكة مشدودة بدعامات ساندة، وتبدو المئذنة أو كما يعرفها أهل المغرب بالصومعة، أشبه ما تكون ببرج حربي حقيقي يتوسط الجدار الشمالي، ليطل بعلياء وشمم على ساحل البحر الأبيض وإن عن بعد.
وتعتبر مئذنة جامع التي أمر بتشييدها (بشر بن صفوان)أقدم مثال باق على حالته من المآذن الإسلامية الأولى، ومن المرجح أن المآذن الإسلامية القديمة كانت على ذات النسق الذي نراه في مئذنة القيروان.
وتتألف صومعة جامع من ثلاثة طوابق، أطولها الطابق الأول ذو المسقط المربع الأبعاد، ويدخل إلى هذا الطابق عبر باب له عقد على هيئة حدوة الفرس، وينفذ الضوء إلى داخل هذه القاعدة من نوافذ فوق الباب لها نفس طراز عقد المدخل، وبداخل هذا الطابق سلالم حجرية ضخمة تدور مع الجدران.
وثمة رأي «آثاري» يرى في صومعة جامع مزيجاً في تصميمها بين الأبراج الحربية القديمة التي عرفت ببلاد الشام قبل الإسلام، ثم حولت عند بدء تشييد الجامع الأموي بدمشق على أنقاض معبد وثني قديم إلى مآذن، وبين المنارات التي زودت بها المساجد الجامعة الأولى.
ومهما يكن من أمر، يبقى جامع الأقدم بين مساجد المغرب الإسلامي، وصاحب أقدم محراب باق إلى الآن وهو محراب عقبة بن نافع، بعد إماطة اللثام الحجري الأغلبي عنه، وكذلك أقدم مئذنة إسلامية وهي صومعة بشر بن صفوان.
ومن المعروف أن تستقطب كمدينة تاريخية عريقة زوارا من كل حدب وصوب، وكان عقبة قد شيدها في هذا الموقع بناء على توجيهات الخليفة عمر بن الخطاب، التي روعيت بدقة في إنشاء كل الأمصار الأولى، وأهمها أن تكون المدينة على اتصال بري مباشر بالمدينة المنورة لا يفصلها عنها بحر أو مجرى نهر.
وبالإضافة إلى بعد عن البحر، راعى عقبة عند اختيار موقعها وجود مستنقع ماء يفصلها عن البربر، فقال لجنوده: قربوها من السبخة، فإن أكثر دوابكم من الإبل، تكون إبلكم على بابها في مراعيها آمنة من البربر..
وقد اشتهرت بخزانها العجيب للمياه (الماجل) الذي بناه أحمد بن الأغلب -باب تونس من القيروان- وهو مستدير متناه في الكبر، وفي وسطه صومعة مثمنة وفي أعلاها قبة مفتوحة على أربعة أبواب، فإذا وقف الرامي على ضفته ورمى بأشد ما يكون من القسي، لا يدرك الصومعة التي في وسطه.
وكانت المياه تدخل إلى هذا الخزان (الماجل) أثناء فصل الشتاء ليشرب منها أهل ودوابهم طوال العام، وقد توج أحمد بن الأغلب بهذا الماجل الضخم ما كان قد شيد قبله من خزانات منذ أيام الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك وعددها خمسة عشر ماجلاً، أشرف على بناء أغلبها صفوان بن بشر.
ومن انطلقت الفتوحات الإسلامية باتجاه الغرب حتى وصلت إلى ذروتها بفتح الأندلس على يد موسى بن نصير، رابع ولاة إفريقية بعد عقبة بن نافع الذي استشهد في موقعة تهوده، وزهير بن قيس البلوي وحسان بن النعمان، وجميعهم اتخذ من -تعرف-عن-القيروان-و-مكانتها-درّة-العمارة-الإسلاميّة-بتونسحاضرة لإفريقية ، ومن نافلة القول أن جامع قد ترك بصمته على تصميمات الجوامع كلها في المغرب والأندلس ولاسيَّما من جهة القباب التي تعلو المحراب أو المداخل، وقبل ذلك وبعده من ناحية اقتباس تصميم صومعة في كل الصوامع الشاخصة اليوم في مدن تاريخية كتلمسان ومراكش وفاس وإشبيلية وقرطبة.
تاريخ الحضارة الإسلامية
ام سلمان مشرفة بيتك عالمك الخاص
الأوسمة :
موضوع: رد: تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس 27/4/2011, 17:14
شكرا لك اختي على التعريف بارك الله فيك عالمجهود
om nizar
الأوسمة :
موضوع: رد: تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس 10/5/2011, 16:53
الف شكر يا حيوته على هذا الموضوع والتعريف بقيروانى العزيزه جزاكى الله كل خير
تعرف عن القيروان و مكانتها درّة العمارة الإسلاميّة بتونس