نستطيع أن ننسى ولكن .. نسامح ونغفر
قد لا نستطيع أن ننسى الإساءة ولكننا نستطيع أن نتجاوزها إلى آفاق أكثر وسعاً
وأكثر رحابة من التسامح والحب والغفران
فإن التحلي بقيمة التسامح يساعدنا على تحقيق الكثير
فليس من العدل أن نرى شوك الآخرين ولا نرى ورودهم الزكية التي يفوح عبيرها ..
ليتنا نبحث عن الجميل في كل منا ونلتمس العذر معهم ونترجم كلماتهم على المحمل الحسن
حتى نرى دوما الوجه المشرق من صورة الإنسان الذي خلقه الله هكذا من طين لازب
فلابد أن نرى دوماّ بعين الرضا فعين السخط تبدى المساوئ
وصدق من قال:
( تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم )
طوبى للسان عندما يخرج بالكلمة الصحيحة في المكان والزمان قولآ سديدآ
يرضاه الله ويسر سامعه ولنتحدث بخير أو لنصمت
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
رواه البخاري ومسلم.
فاللسان آلة التبيان والإقناع ويفقد المعنى عندما يتحول لى سوط ذم وسلاح هجاء
يلحق الأذى بالآخرين ويرمى المحصنات الغافلات
وفوق ذلك يكب بصاحبه على آنفه فوق نار تتلظى.
"لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم"
ألم يطلب موسى عون هارون أخيه سائلا الله أن يحلل عقده من لسانه
يفقه قوله قومه الم تكن لنوح سلاحآ لقومه الذين استغشوا ثيابهم
وضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا
نسأل الله أن يجعل ألسنتنا رطبه بذكره وأن يلهمنا قول الصواب
حتى نجتنب الخوض في أعراض الغير فليس أمقت من أكل لحوم الناس
"وليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولابذى"
لهذا فنحن محاسبون أمام الله على حصائد ألسنتنا
"مايلفظ من قول لا لديه رقيب عتيد"
ليتنا نغفر أخطاء الآخرين ونجد لهم العذر فيما فعلو وقالوا ولا نقول إلا مايرضى الله.
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
إنها دعوة للتسامح والغفران ورؤية الآخر بصورة حسنة
اللهم اغفر لي وفقني لتوبة نصوحة ترضى بها عني
اللهم إني اسألك عيشة نقية وميتة سوية ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح
اللهم أهدنا فيمن هديت , وعافنا فيمن عافيت , وتولنا فيمن توليت