بـــــــــاب التقوى
رواية رياض الصالحين
69_ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس، قال: (( اتقاهم))
فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (( فيوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)) قالوا: ليس
عن هذا نسألك، قال (( فعن معادن العرب تسألوني؟
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))
متفق عليه.
رواية صحيح البخاري
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،قال:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ ” أَتْـقاهُمْ ”.
فَقَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ ” فَيُوسُفُ
نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ”.
تَسْأَلُونَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا ”.
وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً“ / حديث رقم : 3388
رواية صحيح مسلم
قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى، بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ،قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ ” أَتْـقَاهُمْ ” . قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ . قَالَ ” فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ” . قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ . قَالَ “ فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ
فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا ” .
شرح الحديث
من كتاب رياض الصالحين بشرح
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
قوله: من أكرم الناس؟ قال: (( أتقاهم))
يعني إن أكرم الناس أتقاهم لله عز وجل ،
وهذا الجواب مطابق تمامًا لقوله تعالى:
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: من الآية13)،
فالله_ سبحانه وتعالى_ لا ينظر إلى الناس
من حيث النسب، ولا من حيث الحسب، ولا
من حيث المال، ولا من حيث الجمال، و إنما ينظر
سبحانه إلى الأعمال، فأكرم الناس عنده أتقاهم له،
و لهذا يمد أهل التقوى بما يمدهم به من الكرامات
الظاهرةأو الباطنة، لأنهم هم أكرم خلقه عنده،
ففي هذا حث على تقوى الله عز وجل، وأنه كلما
كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم عنده، ولكن
الصحابة لا يريدون بهذا السؤال الأكرم عند الله!
(( قالوا: لسنا عن هذا نسألك)) ثم ذكر لهم أن أكرم
الخلق يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله،
فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فانه_
عليه الصلات والسلام_ كان نبيًا من سلالة الأنبياء،
فكان من أكرم الخلق.
(( قالوا: لسنا عن هذا نسألك، قال: فعن معادن
العرب تسألوني؟ )) معادن العرب يعني
أصولهم وأنسابهم!
(( خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))
يعني إن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن
والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا.
فمثلاً بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش
في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله،
وأن يتعلموا من دين الله، فان لم يكونوا فقهاء
فإنهم_ وإن كانوا من خيار العرب معدنًا_ فإنهم ليسو
أكرم الخلق عند الله، وليسو خيار الخلق.
ففي هذا دليل علي أن الإنسان يشرفه بنسبه، لكن
بشرط أن يكون ليه فقه في دينه، ولا شك أن النسب
له أثر، ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم
نسبًا، ومن ثم كان رسول الله صلي الله عليه
وسلم الذي هو أشرف الخلق
( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(الأنعام: من الآية124)،
فلولا إن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون،
ما كان فيه النبي صلي الله عليه وسلم فلا
يبعث الرسول صلي الله عليه وسلم إلا في أشرف
البطون وأعلي الأنساب،
والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلي الله
عليه وسلم أكرم الخلق اتقاهم لله. فإذا كنت تريد
أن تكون كريمًا عند الله وذا منزلة عنده، فعليك بالتقوى،
فكلما كان الإنسان لله اتقى كان عنده أكرم. أسأل الله إن يجعلني وإياكم من المتقين.