[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إليكم هذه الحقائق:
الطفل في الدول التي تُقدر الطفولة وتعرف المطلوبات لكل مرحلة من مراحل العمر، طفلٌ يمارس طفولته بكاملها، ويأخذ نصيبه منها بالكامل ، لعبا وصراخا وابتساما وتمردا ورغبة في المعرفة، وتثقيفا وحبا وإحساسا، ومتعة وجرأة وشغفا وتجربة !
أما الطفل في وطني والأوطان الأخرى التي تشبهه ينبغي أن يولد رجلا مكتمل الرجولة، خاليا من عيوب (الطفولة) ومن نقائص تبعاتها، وهو منذ اليوم الأول لولادته يتعرض لاغتيال هذه الطفولة في صور وأشكال شتى، أبسطها منعه من البكاء، واعتبار البكاء لونا من ألوان الشكوى والاحتجاج لا يليق بمقام الرجال الأفذاذ الأقوياء، ومنعه من اللعب أو محاولة اكتشاف ما حوله من أشياء، لأنه سيدخل في إطار الأطفال المخربين المزعجين ممن يسببون الخسارة للآباء، ولا يتيحون لهم أن يفخروا بهم بصفتهم رجالا، وليسوا أطفالا!!
والطفل في البلاد التي تفهم مراحل الطفولة يُراقب ليَكتشف بنفسه ويتعلم، فيعثر ذووه على نقاط قوته ونقاط ضعفه ويتمكنون من تحديد هواياته واتجاهاته منذ ولادته.
أما نحن فنراقب الأطفال مراقبة شرطي لسجين، أو مراقبة حارس لسارق، نراقبهم لنعاقبهم على أخطائهم في حق السائد والمعتاد والمتعارف عليه .
والطفل كذلك في بلاد الوعي يُولد ليسعد هو، ويستمتع بحياته الشخصية، حتى يكوِّن أسرته الشخصية السعيدة الجميلة المقبلة على الحياة.
أما طفلنا فالغاية من وجوده هي إسعادنا نحن ، وليس هو، فسعادته ثانوية، بينما سعادة أسرته هي الأساس!
إن اغتيال الطفولة في الأطفال جريمةٌ مجتمعية خطيرة، ندفع ثمنها باستمرار من مقدراتنا بدون أن نشعر، وأُرجع سببَ كثير من الأمراض النفسية المجتمعية إلى
مرض اغتيال الطفولة في الأطفالفمرض الإحباط ، والتشاؤم، والاستشفاء بمصائب الآخرين، واحتقار الكفاءات، وانتقاد المبدعين، والدعوة للكسل والتراخي، والعنف والإرهاب، هي بالتأكيد من نواتج مرض
(
اغتيال الطفولة في الأطفال)
فالكهول الذين لم يمروا بالطفولة ، ولم يمارسوها خلال مرحلة الطفولة،سيعوضون هذا الخلل في كبرهم عندما يعودون في شبابهم أو رجولتهم أطفالا في تصرفاتهم وسلوكهم، فما أكثر رجالنا وكهولنا ممن ينسجمون مع ألعاب الأطفال ويقضون معها أوقاتا طويلة، كنوعٍ من التعويض عما فقدوه.
فقد قال أحد أصدقائي يوما:
ماذا تريد مني أن أكون بعد أن فقدت طفولتي، أفقدنيها والديّ – سامحهما الله- فوالدي كان يطاردني بين نظرائي الصغار ، يعاقبني لأنني ألعب معهم، ويطردني من البيت إذا لمحني ألعب بكرة القماش التي كانت متوفرة لنا ، كان يظلّ يبحث عني طوال الليل خشية أن ألعب مع الأطفال لعبة الاستغماية.
وأمي كانت تنتظر عودة أبي من العمل لتشكوني على تخريب ساحة البيت الرملية بوضع أكوام وأشكال فنية فيها ، فقد كنتُ أهوى الرسم، وكنتُ أخشى أن أُبرز هذه الموهبة لوالديّ ، حتى لا أُعاقب على هوايتي!
باختصار كنت أمارس اللعب الحلال سرا!
صدقني إن أفضل برامج التلفزيون عندي اليوم هي الرسوم المتحركة، فأنا أختلس الوقت لأقضي أمامها ساعات طويلة بدون ملل .
لقد حُفِظْنا أناشيد كثيرة بدون أن نفهم معانيها، ألفها لنا الكبار ليُعجبوا بها على ألسنتنا، فكنا كمن يقطع زهرة ويضعها في جيبه ليشم رائحتها ، وفي لحظات تذبل الوردة وتموت، ولا يبقى إلا شكلها الخارجي الذابل!
كيف يتعلم الأطفال فن الاختراع والاكتشاف، إذا حرموا من اللعب والاكتشافات، ففي المدارس يجلسون ليحفظوا فقط.
وفي البيوت يُحكم عليهم بالسجن والصمت والهدوء والأدب، ويحظر عليهم أن يلمسوا مقتنيات البيوت وخطوط الكهرباء والأدوات الكهربية، أو معرفة كيف تعمل أدوات البيت، أو أن يجربوا اختراع آلة أو أداة ، وهم لا يتمكنون من ممارسة أدني حقوقهم في منزلهم.
وإذا خرجوا إلى الشارع فالأمر أكثر قسوة ، فكل من في الشارع يصبح وصيا عليهم،فليس أمامهم إلا أن يتعلموا نحت ألعابٍ جديدة سرية ، أكثرها ألعابٌ خطيرة مدمرة وهذا يقودهم بالطبع إلى الإدمان والانحراف والشذوذ.
وإذا أضفنا إلى ذلك عدم وجود نواد رياضية كافية، أو حدائق ومتنزهات تستوعب أنشطة الأطفال، فإننا نكون قد أجهزنا على أطفالنا وقتلنا حلمهم ودمرنا بتعمد وقصدٍ ونيِّةٍ مستقبلنا كله.
قديما قال روسو في كتاب
(إميل) :
"
دعوا الطفولة تنضج في الأطفال"!
لا تسعدوا عندما يُقلّدُ أطفالُكم الكبارَ في أفعالهم، ولا تفرضوا عليهم أن يكونوا صورة منكم، ولا تُسروا عندما تشاهدونهم يلبسون عباءاتكم وأثوابكم، ولا تحاولوا أن تمسخوهم وتصوغوهم على أهوائكم، وتفصلوهم وفق رغباتكم.
ليست العبرة في بناء الشوارع وتوسيعها، وليست العبرة في بناء الفصول الدراسية وزيادة عددها ، وليست العبرة في تخريج أعداد كبيرة من الطلاب من المعاهد والجامعات، ولكن العبرة تكمن في طريقة تربيتنا لهذا الجيل، وعلينا
أن نسأل أنفسنا دائما:
هل سنتمكن بهذا الجيل المريض أن نصل إلى المستقبل؟
أم أننا قررنا أن نغتال هذا الجيل بجهلنا وغفلتنا، ونجعله تابعا يعيش على بقايانا، فيصبح جيشا من موظفي الحكومة، يقتات على فتاتها؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]