الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ،
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين . . أما بعد :
فهذه مسائل تتعلق بالمرأة التي توفي عنها زوجها ، ألخصها في سبع مسائل ، عسى
الله أن يحيينا وأن يميتنا على الإسلام ، وأن لا يفاجئنا بمكروه .
وهي :
الأولى : الاعتبار بمفارقة رب الدار .
الثانية : الحزن والعدة .
الثالثة : الطيب والزينة للمرأة .
الرابعة : معنى الإحداد .
الخامسة : الأمور التي تتركها المرأة في الإحداد .
السادسة : أمور مرخص بها .
السابعة : سرد النصوص المتعلقة بالإحداد .
الأولى : الاعتبار بمفارقة ربِّ الدار
قال الله تعالى : ( كل نفس ذائقة
الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
هكذا الموت يأتي بلا ميعاد ، فلا ندري من يكون صاحب القبر المجاور لهذا الذي
دفناه ، والموت باب الآخرة .
وإذا كان الموت قد تخطانا إلى غيرنا فسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنأخذ حذرنا .
وما الدنيا بباقية لحيٍّ . . وما حيٌّ على الدنيا بباقي
وإذا فارقت المرأة زوجها وانحل هذا العقد فإن الله تعالى قد شرع الإحداد
لتعظيم هذا العقد ، وإظهار خطره وشرفه ، وأنه عند اللَّه بمكان ، فجعل العدة
حريماً له ، وجعل الإحداد مِن تمام هذا المقصود وتأكده ، ومزيدِ الاعتناء به
، حتى جُعلت الزوجة أولى بفعله على زوجها مِن أبيها وابنها وأخيها وسائرِ
أقاربها ، وهذا مِن تعظيم هذا العقدِ وتشريفِه ، وتأكدِ الفرقِ بينه وبين
السِّفاح من جميع أحكامه ، ولهذا شُرِعَ في ابتدائه إعلانُه، والإشهادُ عليه
، والضَّربُ بالدّف لتحقق المضادة بينَه وبينَ السِّفاح ، وشرع في آخره
وانتهائه من العدة والإحداد ما لم يُشرع في غيره .