[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الاختلاط يكسب مدافعين من داخل الهيئة اهتمت المنتديات والمدونات بالجدل الذي فجره الشيخ الدكتور / أحمد بن قاسم الغامدي - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة - حول مفهوم «الاختلاط» الذي صار فيه الكثير من الخلط ..
فبعد أن كان مباحا وطبيعيا في حياة الأمة ومجتمعاتها في نظر الغامدي سارع المتأخرون إلى تحريمه باسم سد الذرائع وفساد الزمان .. محتجين بأحاديث ضعيفة مع ان مباح والأدلة التي تبيحه واضحة .
موقع (العربية نت) أفرد مساحة واسعة للآراء التي تؤيد حديث الغامدي .. فيما أورد (منتدى الأسهم السعودية) استنكار عدد كبير من رجال الدين وعلماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي لما ذهب إليه الغامدي من إباحة الاختلاط .
وكان الغامدي قد استعرض في حديثه لصحيفة (عكاظ) أدلة الجواز ، كما قام بتفنيد الأحاديث التي تمنع الاختلاط ..
وشن الغامدي هجوما قاسيا على المحرمين للاختلاط .. واتهمهم بالمزايدة على المشرع الحكيم ، مشيرا إلى حماستهم وغيرتهم الدينية غير المبررة .. والتي لا تنسجم مع طبيعة واقع المجتمع أو أحكام الشرع وهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه الصحابة الكرام .. مقللا من السلوكيات الخاطئة التي تصاحب الاختلاط .
وطالب الغامدي المانعين للاختلاط أن يتأملوا في أدلة جوازه ، ويقتفوا أثر هدي المجتمع النبوي .. الذي هو قدوتنا في امتثال التشريع في كل شئون الحياة المختلفة.
وأكد الغامدي أنه : " لم يقم دليل على منع القرب بين الجنسين في غير تهمة .. لا بمسافة ولا بزمن دون زمن ولا بمكان دون مكان ، والأصل في المسكوت عنه الإباحة .. فكيف بما وردت فيه النصوص بالجواز ؟!
وإنما قال بتحريم الاختلاط من قال توسعا في العمل بقاعدة (سد الذرائع) وبأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ..
ولم يلتفت القائلون بذلك إلى الآثار النبوية الصحيحة وأحوال الصحابة نساء ورجالا - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - حيث دلت أحوالهم المنقولة بالآثار الصحيحة على جواز الاختلاط في غير تهمة ..
إن القول بالتحريم تشدد وغلو ، وهو الذي لا تحمد عاقبته وقد صحت النصوص بخلافه ..
أما القول بالتحريم لفساد الزمان فمردود بقوله – تعالى - : { قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم } وبقوله – تعالى - : { قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون } ..
فالحذر الحذر من المزايدة في هذا ؛ فإن الله لا تخفى عليه خافية ، وذلك ابتداع وضلال ، والواجب أن يسلم المؤمنون لأحكام الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام - ولا يقدموا بين يدي الله ورسوله .
ومن المقطوع به أن الشريعة قد أتمها الله وبلغها رسوله - عليه الصلاة والسلام كاملة - فيجب أن نؤمن بذلك ونؤمن بأنها صالحة لكل أحد ولكل زمان ولكل مكان، وإنما الواجب الحقيقي على الولاة والعلماء والدعاة والمربين تربية الناس بأحكام الشرع هذه تعبدا لله وطلبا لمرضاته ؛ فهذه هي التقوى الحقيقية ، وذلك هو الأمان الحقيقي من الفساد .. وليس الغلو والتشدد أمرا صحيحا لمنع الفساد بين الجنسين .
أما من حرص على الأكمل من الجنسين احتياطا وورعا واختار لنفسه ما يصلح لها دون إلزام للآخرين به فهذا له ، لكن الذي يجب أن يعلم أن التقوى شيء والفتوى شيء آخر ..
والملاحظ هنا أن كثيرا من الناس إذا تربى على عوائد معينة ودار في فلكها صعب عليه الخروج من دائرتها الضيقة وتأول النصوص لأجلها وجهّل الآخرين وصادر اجتهاداتهم وقدح في نياتهم وسفه عقولهم ، وهذه من أسوأ صور التقليد والانغلاق .
أما من عجزت نفسه عن العمل بأحكام الله أو انقطع عقله عن فهم مقاصدها وحكمها فلا نملك له أكثر من الدعاء له بالتوفيق والهداية .. ولعل بعضهم يصدق عليه قول الشاعر :
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل "
الدكتور / أحمد بن قاسم الغامدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]